للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشار التقرير إلى مسألة الإيعاز والإيحاء وتفسير الوقائع فقال إن الروح القومية المصرية السائدة في الكتب المصرية عامة هي روح الصداقة والود والتعاون بين أمم العالم قاطبة بغير استثناء. على أن هذا لا يمنع من تسرب بعض التعليقات التي تسيء إلى بعض الأمم في الكتب الدراسية من غير قصد، ومرجع هذا تأثر بعض المؤلفين بالمراجع الأجنبية التي يأخذون عنها فينقلون وهم حسنو النية بعض الآراء والتعليقات التي تسيء إلى بعض الدول وقد لا تتفق والواقع. وكثيراً ما يتأثر بعض المؤلفين بالبيئة التي يدرسون فيها والمراجع التي يرجعون إليها

ماني والمانوية

ما يزال العلماء الأجانب يعنون بفلاسفة المشرق عناية عجيبة، على حين لا نعني بهم نحن إلا عناية طفيفة تجيء مع تفاهتها ذيلاً لما يكتب غيرنا عنهم. . . وقد تصفحنا كتاباً بالإنجليزية عن ماني والمانوية وضعته الأديبة الفاضلة أ. س. دروور وطبعته جامعة أكسفورد على نفقتها الخاصة، وحسبك هذا دليلاً على قيمة الكتاب. وقد حدث أن عُين زوج المؤلفة الفاضلة مستشاراً قضائياً في العراق سنة ١٩٢٢، فانتهزت هي هذه الفرصة وكانت تسكن في بغداد، فاختلطت بأحفاد المانوية الذين لا يتجاوز عددهم خمسة آلاف في كل العراق، وعرفت الكثير عن عقائدهم وعاداتهم وطقوسهم المذهبية وحفلاتهم الدينية، ثم عقدت أواصر الصداقة بينها وبين زعمائهم فاستطاعت أن تطلع على كتبهم القديمة النادرة التي لم يتيسر لأحد العلماء الاطلاع عليها من قبل لشدة حرص أصحابها عليها واحتفاظهم بها جيلاً بعد جيل. والفصول التي كتبتها المسز دروور عن المانوية قيمة حقاً، ولا نغالي إذا قلنا إنها نور جديد ألقته المؤلفة الفاضلة على هذا الدين القديم لا نكاد نجد مثله فيما كتبه ابن حزم أو الشهرستاني أو البيروني أو ابن نباتة أو اليعقوبي أو غيرهم من مؤرخي المسلمين - بل لا نغالي أيضاً إذا فضلناه على ما كتبه العلامة بيرون في كتابه عن المانوية - والكتاب خليق بأكثر من هذه الشذرة وسنعود إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>