للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مساء

فقالت ليلى: وعلى شرط أن تنسى مصر الجديدة والزمالك!

فقلت: ذلك إليك يا ليلى!

فصوبت إلي عينين عاتبتين، فعرفت أنها تبغض التشبيب

ما أجمل ليلى حين تعتب بعينيها! إن ليلى جميلة يا بنى آدم، وإنها لخليقة بأن تنسيني من في مصر الجديدة ومن في الزمالك، إن حِاز لقلب مثل قلبي أن يعرف العقوق

- ليلى!

- نعم يا مولاي!

- ليلاي!

- لست ليلاك!

- معذرة يا ليلى، فأنا طبيب جنى عليه الأدب. وهذه عبارة شعرية سبقت إلى اللسان

- ماذا تريد أن تقول؟

- أريد أن أقول. . . أريد أن أقول إني سأعيش في بلدكم سنة واحدة، أعني أنني سأفارقك بعد أشهر معدودات

- هذا وعيد؟

- لن أعيش في بلدكم إلا إذا عينتني الحكومة المصرية واعظاً في بغداد

- واعظ؟ ما هذا الكلام؟ هل جننت؟

(وقد انتشيت من هذه العبارة لأن المرأة الجميلة لا تصف الرجل بالجنون إلا إذا ارتفع بينه وبينها التكليف)

- ما جننت، وإنما أقول إن المصريين والعراقيين يحتاجون إلى من يرعى العلائق بين البلدين فلا ينشر خبر في جرائد العراق عن مصر، ولا ينشر خبر في جرائد مصر عن العراق، إلا بعد أن يمر على رجل حكيم يفهم عواقب ما تنشر الجرائد والمجلات

- وأنت ذلك الرجل الحكيم؟ آمنت بالله!

- اسمعي يا ليلى. إن المحررين في الصحف يحتاجون إلى لجام من العقل والذوق

- دع هذا، وحدثني عما تعرف من أسرار ليلى المريضة في لبنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>