للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إيجاد مصل ضد الدفتريا، ولهذا أراد رو أن يعزو شرف الاختراع كله لبهرنج على أن رو نفسه قد استطاع في سنة ١٨٩٤ أن يستخرج المصل المضاد للدفتريا بطريقة في غاية الإتقان، وذلك بحقن الخيل بتوكسين الدفتريا واستخراج المصل من دمها. وقد عرض طريقته هذه على المؤتمر الصحي العالمي في بوادبست سنة ١٨٩٤ فأثر في سامعيه أبلغ التأثير. وقد منح بعد قليل هو وبهرنج جائزة نوبل. وقد تهافتت عليه الطلبات من مختلف الممالك من أجل ذلك المصل؛ ولم يكن بوسعه أن يجيب كل هذه الرغبات. لكنه لم يلبث أن استعان ببعض أصدقائه على نشر الدعوة في فرنسا لمساعدة المعهد وتوسيع نطاقه. وقد نجح في هذا كل النجاح. وفي إسطبلات المعهد اليوم ما لا يقل عن ٤٠٠ رأس من الخيل من أجل استخراج مصل الدفتريا، الذي بلغ ما أنتجته منه في السنين الأربع الأخيرة زهاء ١٢ طنا أو ما يكفي لعمل خمسة ملايين حقنة.

ومنذ زمن طويل تنبه رو إلى أهمية المصل كوسيلة للوقاية من المرض لا لمجرد العلاج منه. فقد كتب في سنة ١٨٨٩ إلى بعض زملائه يقول:

(لعل من الممكن قريبا الانتفاع بالتوكسين باستخدامه في الوقاية من المرض. .)

حقا لقد فقدت فرنسا في رو عالما كبيرا، وفقد العالم خادما مخلصا. ولم يكن بعجيب أن قررت حكومة فرنسا أن تحتفل بجنازته احتفالا وطنيا

(ملخصا من مجلة الستراسيون)

<<  <  ج:
ص:  >  >>