للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قلبه، والألم يحز في نفسه. وتراه من خلف القضبان الحديدية متشبثا بها كغريق يتعلق بأمل أخير، فلا تسمعه ينشد، وإنما يبكي ويسفك الدمع في اللحن والأغنية حتى لتكون أشبه بنواح بلبل جريح.

وهذا المشهد من الفلم أروع مشاهده، وما تستطيع أن تملك دمعك فيه ولو كان عصيا، وقد رفعه عبد الوهاب بأنشودته إلى أسمى ذروة من الفن الغنائي والسينمائي معا، ولو لم يكن لعبد الوهاب من أثر في الفلم كله إلا هذه القطعة، وهذا المشهد لكفى لنعترف له مخلصين بالكفاية النادرة والموهبة المؤاتية الجبارة التي يتفرد بها ملحنا ومطربا. وباقي القطع ليست أقل من هذه فكلها من صنع عبد الوهاب وكفى.

طال بنا القول ولما ننته، ومن الخير أن نكتفي بهذا القدر اليوم على أن نعود الحديث عن الفلم من ناحيته الفنية المحضة في مقال آخر. ولكن لنهنئ ممثلي الفلم قبلا على ما أبدوه من كفاية في مواقفهم جميعا، وما لاقوه من نجاح في أداء أدوارهم، أما المخرج فلينتظرنا قليلا، على إننا نكتفي اليوم بأن نشد أذنيه في غير عنف ولا قسوة، ترقبا للمعركة القادمة فليأخذ أهبته وليعد السيف والترس فسنجول معه جولة لعله لا يصاب فيها بكثير من الجراح والخدوش.

<<  <  ج:
ص:  >  >>