للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقول فإن حواسي لا تقل اداركاً عن حواسك؟ وكان في خطابه كما يكون الأستاذ مع تلميذه وأنا لا أعارضه ولا أساجله، وأمرت الخدم أن يهيئوا غرفة ويكسوا أرضها بالرمل. ولما صدعوا بالأمر التمست من طبيبي أن يتبعني إليها وأحكمت رتاجها، فسألني: أين الشخص الآن؟ فقلت: إنه على بعد ست أقدام منا. فأبتسم الطبيب فأهبت به أن ينظر إلى الأرض وأشرت إلى بقعة منها قائلاً له: مادا ترى؟ فأرتجف وتعلق بي حتى لا يهوى ثم قال حينما دخلنا: كان الرمل ناعماً ولكني أرى في هذه البقعة أثراً لأقدام آدمي، فضحكت ومشيت مع رفيقي الحي إلى الأمام وقلت له: أنظر ماذا يتبعنا كلما تحركنا، فحاول الطبيب أن يتنفس الصعداء ثم قال: صاحب هذه الأقدام، فصحت به فجأة صيحة اليأس الغضوب: ألا تستطيع أن تدبرني وهل قضى على ألا أعيش بعد منفرداً؟ غير أني رأيت آثار هذا الهالك تخط على الرمل هذه الكلمات:

(لم تخلق الوحدة للمجرمين. الأفكار السيئة رفيقات الساعة، ولكن الأعمال السيئة صديقات إلى قيام الساعة)

أبو جاويد أكمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>