للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون لا يعمل إلا في يد بطل! ولنكتف بما كان فنصرف الطلبة إلى شئون الدراسة وحدها لأن السياسة قد جنت على ثقافة البلد وأخلاقه بتخفيضها نسبة النجاح نزولا على صيحات الكسالى الراسبين!!

٢ - الحاجة إلى الزعماء الكثيرين

فترى إذاً ما هي حاجة النهضة المرموقة؟ أحسب أن هذه النهضة تتطلب أولاً وقبل كل شيء زعماء كثيرين جديرين، يستطيعون أن يحملوا الشعلة وينطلقوا إلى تبديد الظلام في شتى نواحي الضعف والنقص بقلوب فتية، ونفوس حازمة، وضمائر نقية تقدر المسئولية وتتفانى في التضحية وضرب المثل الأعلى؛ زعماء لا سياسيين فحسب، ولكن أخلاقيين واقتصاديين ورياضيين واجتماعيين وغير ذلك مما تتطلبه نواحينا الكثيرة المتباينة. . . ويقع عبء تخريج هؤلاء الزعماء على المدرسة والبيت بما فيهما من معلمين وآباء!! أو قل إنه يقع على المعلمين بوجه خاص، فإذا نجحنا في إخراج هؤلاء فقد وضعنا الأساس القوي المكين. ولا سبيل إلى هذا النجاح إلا بتعليم إنساني يحفز ويثير ويقوي الشخصية ويخلق رجل المشروعات. . .! وهنالك تنحط الزعامة على كثير من الخريجين وتسعى إليهم. . .! أما تعليم الحفظ والاستيعاب والجمود والانكماش فلا يخرج إلا فراداً مصبوبين في قالب واحد، لا خلق فيهم ولا تكوين، ولا إزهار ولا إبداع!

٣ - محور الأمية وتوحيد الثقافة

ثم ماذا؟؟ يتبقى بعد تكوين هؤلاء الزعماء أن نجد (الشعب) الذي يتبعهم عن فهم وتقدير وبحماس واتحاد؟! فهل لدينا ذلك الشعب؟ ثمانون في المائة يا عزيزي أميون! وأغلب الأقلية المتعلمة لا يدري من شئون العلم غير مجرد القراءة والكتابة!! وأغلب ما يتبقى بعد ذلك سطحي الثقافة فج العلم ملتوي الشخصية خامد الشعور!! ثم ليت هؤلاء - مع الأقلية الراقية الثقافة - متحدين في العقل والقلب والعقائد والأماني!! أليس فيهم المصري الشرقي والمصري الغربي؟! أليس فيهم المعمم بكل ما له من منطق يخالف المطربش ولا يكاد يتفق معه في فهم الحياة ولا سيما ناحيتها الحديثة؟؟ كيف إذاً نستطيع أن نرجو لهذه الأمة نهضة وهي جاهلة ومنقسمة؟؟ كيف نستطيع أن نسوقها إلى الحرية والاستقلال والمجد وسوادها

<<  <  ج:
ص:  >  >>