للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أطواراً ومن أجل ذلك لا يصح أن نتطور يا أستاذ).

وهذه اللفظة - التي غلط هذان الفاضلان في تغليطها - عربية كّيسة حضرية من (بنات الحضارة) وشيخة مسنة عمرها ألف سنة

قال السبكي في (طبقاته الكبرى): (من كرامات هذه الأمة التطور بأطوار مختلفة وهذا الذي تسميه الصوفية بعالم المثال)

وقال ابن خلدون في كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر): وتطوروا - يعني العرب - بطور الحضارة والترف في الأحوال)

وقال أبو البقاء في (كلياته): (وإيجاد شيء لا عن شيء محال بل لا بد من سنخ للمعلول قابل لأن يتطور بأطوار مختلفة)

وقال الشوكاني في (البدر الطالع) في سيرة أبي الفضل المجدالي: (ثم رحل نحو المملكة المصرية وتطور على أنحاء مختلفة)

فوجب - وهذه أقوال القوم - أن يقبل الأديب العربي (التطور) غير متوقف ولا متلوّم

(* * *)

الوصل والفصل

قال أحد الفضلاء في الجزء (٢٤٥) من (الرسالة الغراء): (طابت السهرة وطابت ثم طابت) والقائل من الأساتذة الأدباء فكيف عطف (طابت) الثانية على (طابت) الأولى وبين الجملتين كمال الاتصال وهو ظاهر مثل الشمس في اليوم غير المغيم فكيف هذا العطف والاتصال الكامل؟!

ومن أمثلة الفصل عند كمال الاتصال في كلام الله: (أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون) (فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا)

وقد قالوا فيما نحن في لخطر شأنه، وعظم قدره: (قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ قال: (معرفة الوصل من الفصل) وهذا القول في (العقد). وفي (دلائل الإعجاز): (العلم بما ينبغي أن يصنع في الجمل من عطف بعضها على بعض أو ترك العطف فيها قد بلغ من قوة الأمر أن جعلوه حداً للبلاغة؛ ذلك لغموضه ودقة مسلكه، وإنه لا يكمل للإحراز الفضيلة فيه أحد

<<  <  ج:
ص:  >  >>