للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يخطب رضاهم بغير الجحود، فهل يسوؤك وأنت عراقي كريم أن أكون من الكرماء؟ هل يسؤوك أن أُدخل السرور على قلب فتاة بائسة قضى عليها الزمن الجائر بأن تطلب رضاي ورضاك؟

فهدأ الرجل قليلا ثم قال: وما رأيك في هذا؟

فقلت: وما هذا؟

فقال: أما رأيت الراقصة ترفع الثوب عن فخذيها في وقاحة وسفاهة؟

فقلت: نعم رأيت، ثم رأيت؛ ولكن من الملوم؟ أن الراقصات يعرفن أن فينا الغوي والسفيه والمجرم، فهن يتقربن إلينا بتزين الرجس والدعارة والفحش. ولو كنّ يعرفن أننا جميعاً نغار على الكرامة لما جاز لإحداهن أن تكشف عن قدم أو ساق ويقوم المغني المطرب محمد القبانجي فينشد:

أأحبابنا قد فرق الدهر بيننا

فأصيح: قد جمع الدهر بيننا

فيعرف أنه لم يراع المقام ثم تكون أغانيه بعد ذلك ضرباً من الارتجال

وانتقل من مكاني لأرى كيف تموج الدنيا في المرقص الإفرنجي فأعثر على الراقصة التي كنت أداعبها بالكأس منذ لحظات، واحييها فلا ترد التحية، كأنها ظنت أنني كنت في مداعبتها من الماجنين

أنني أفهم حالك أيتها الصبية المسكينة، ويسرني أن أراك تتمنعين فالناس كلهم وحوش. ولا استثني نفسي فلتحذري وليحذر أمثالك من حسن الظن بالناس

طوفت بالمرقص الإفرنجي لحظات لأرى صاحبة العينين، ولم أجدها فأين ذهبت؟ أين ذهبت؟ دلوني فقد عيل صبري. وفوق أي مخدة نام ذلك الخد الأسيل؟ يرحمك الحب يا قلبي!

تحيا إنجلترا!!

كذلك قلتُ، فدهش السامرون

تحيا بريطانيا!!

كذلك قلتُ، فتعجب السامرون

<<  <  ج:
ص:  >  >>