للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فايد: ما لك وما له؟ دعه في اعتقاده. صداقة حكمت هي نبراس حياته. في سنه تلعب الصداقة دورا هاما.

إحسان: دورا يعمي! النهاية، دعنا منه. . بلغني انك غاضبتها. أصحيح؟

فايد: غاضبت من؟

إحسان: غاضبت الحبيبة المحبوبة، غاضبت حكمت هانم.

فايد: كيف علمت ذلك؟

إحسان: كل القاهرة تعلم ذلك. كل القاهرة إلا واحدا. . . سعادته. (وهو يشير إلى الباب الذي خرج منه مختار)

فايد: كل القاهرة؟ اشكرها على اهتمامها بشأني. آه! فهمت الآن لماذا أتيت. جئت تدرس نفسي لترى وقع الألم عليها. لكن يا عزيزي، صدقني إني لا أتألم. لا أتألم الآن. ربما تألمت غدا. وربما بعد ساعة، لكن الآن لا اشعر بأقل ألم. بلغ ذلك من فضلك كل القاهرة.

إحسان: يصل!. . .

فايد: بل إني أشعر بسعادة. نعم إني لسعيد الآن. حريتي ردت إلى. أصبحت طليقا اذهب حيث أشاء متى أشاء ومع من أشاء. أصبحت غير مضطر إلى تقديم بيان عن جميع حركاتي وسكناتي يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة غير مقيد بموعد لا يمكنني أن اخلفه ولا أن أتأخر عنه، لا. . . لا. . . كنت مستعبدا!. . .

إحسان: ضعفك أمامها هو الذي مهد لها سبيل التسلط عليك، أين ذهبت قوة إرادتك؟

فايد: ألمن يحب قوة ارادة؟ لابد انك أحببت يا إحسان وتعلم. . .

إحسان: أحببت مرة واحدة. كنت في الخامسة عشرة من عمري. والتي أحببتها كانت خادمة في بيتنا تدعى خضرة. عيناها الناعستان سحرتا فؤادي. خصرها النحيل أطار لبي، فأصبحت طوع أمرها، تسلطت علي ففقدت إرادتي. صدقت يا فايد! يستحيل على من أحب ان يعصي لحبيبته أمراً. لكني كنت في دور المراهقة، ومنذ أصبحت رجلا لم أحب مطلقا.

فايد: ذلك من حسن حظك.

إحسان: ربما! لكني على كل حال لست فارغا للحب. . . مثلك. إني اهتم كثيرا بالعلوم والفنون الجميلة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>