للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتتشابه في نواح كثيرة، وقد أصبحت بعض النزعات تؤثر في العالم جميعه وتقرب من أبعاده. فالذي يحدث هنا جائز حدوثه هناك، والرجل الذي تلقاه في هذا البلد يذكرك بمن لقيته في بلد آخر

فلم نقف إذن عند عبد الستار أفندي الكاتب بوزارة الأوقاف وعم سيد البواب، وست أمينة الخاطبة، والحاج حسن العمدة الخ

لم نذهب في كتابتنا إلى حيث لا نستطيع الحراك؟ لم نعالج شخصيات لا لبس فيها ولا غريب من ورائها ولا تنطوي على شئ يجهد الفكر أو يكسبه جديداً؟!

أنا لا أستطيع أن أنكر حاجتنا إلى الرواية المصرية القحة، ولكن لتحقيق ذلك علينا أن نسلك الطريق الصحيح إليها. فنحن شعب قليل الحركة، كثير الآمال والأحلام، فيجب أن تكون هذه الآمال والأحلام الميدان الأول للرواية ذات البيئة المصرية الخاصة. يجب أن نعالج النفسية المصرية بالكشف والتحليل فهذه خطوة يتبعها التوجيه العملي الذي يخلق الحياة والحركة قوام الرواية ومساكها، أما أن نبعث الرواية في حياة فقير تافهة ونقيم الشخصيات على حركة راكدة خاملة فان ذلك هو العبث والجهد المضيع

في المسرح

شهدت في الأسبوع الماضي حفلة غنائية أحيتها الآنسة أم كلثوم بمسرح الحديقة. وقد أحسنت وأطربت فنانتنا الكبيرة ودلت على أنها تتعهد فنها الجميل بالمران والرعاية بخلاف معظم المطربين الذين يسمجون يوماً بعد يوم. فصوت الآنسة أم كلثوم اليوم أعذب منه منذ عامين وأكمل منه منذ أعوام

وقد نجحت الحفلة ولكن لم يكن من دلائل نجاحها هذا الصياح والأصوات المنكرة التي كانت تصدر من بعض الحاضرين عقب وقبل نهاية كل مقطع غنائي على اعتبارها علامات الإعجاب والاستحسان

وقد اعتاد جمهورنا هذه العادة القبيحة التي لا تمت إلى الفن ولا إلى الذوق بأوهى سبب، بل إن مقاطعة المطرب في غنائه يمثل هذا الصراخ إنما هو بالنسبة إلى الغناء (نشاز) يثقل على السمع ويزعج المنتشي ويقضي على انسجام المغني

ولقد لاحظت على بعض هؤلاء الناس كأنما هم مكلفون بمثل هذه العادة حتى لقد تساءلت

<<  <  ج:
ص:  >  >>