للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخمول والقنوع بالمألوف، ومن الخطأ أن يظن أحد أن عاطفة الشغف بالمجهول لا تنمي بالتربية وأنها قوة طبيعية في الأمم القوية فحسب. . . لا. . . بل إن أسلوب التربية والتعليم قد يقوي هذه العاطفة التي هي أساس الرقي العلمي والاجتماعي الصحيح، وهذا الأسلوب من التربية ألزم في الأمم الضعيفة لشدة احتياجها إليه

القصيدة

(الخطاب موجه إلى المجهول)

يحوطني منك بحر لست أعرفه ... ومَهْمَةٌ لست أدري ما أقاصيه

أقضي حياتي بنفس لست أعرفها ... وحَوْليَ الكونُ لم تُدْرَكْ مجاليه

يا ليت لي نظرة في الغيب تسعدني ... لعل فيه ضياء الحق يبديه

أخال أني غريب وهو لي وطن ... خاب الغريب الذي يرجو مُقاَصِيه

أو ليت لي خطوة تدحو مجاهله ... وتكشف الستر عن خافي مساعيه

كأن روحيَ عُوْدٌ أنت تُحْكِمُهُ ... فابسط يديك وأطلق من أغانيه

والروح كالكون لا تبدو أسافله ... عند اللبيب وَلا تبدو أعاليه

وأكبر الظن أني هالك أبدا ... شوقاً إليك وقلبي فيه ما فيه

من حسرة وإباء لست أملكه ... يأبى لِيَ العيش لم تُدْرَكْ معانيه

وأنت في الكون من قاص ومقترب ... قد استوى فيك قاصيه ودانيه

كأنني منك في ناب لمُفْتَرس ... المرء يسعى ولغز العيش يُدْمِيه

كم تجعل العقل طفلاً حار حائرهُ ... ورب مُطَّلبٍ قد خاب باغيه

لو النبال نبال القوس مُصْمِيَةٌ ... كنت ادُّريتَ بسهم القوس أرميه

أو كان للسحر سهم نافذ أبدا ... لكان لي منه سهم صال راميه

يا مُصْلِتَ السيف قد فُلَّت مضاربه ... ورامِيَ السهم قد خابت مراميه

قلبي يحدثني أن لا يليق به ... رضا بجهل ذليل اللب يرضيه

قد ثار ثائر نفس عزَ مَطلَبُها ... وطار طائر لب في مراقيه

كالنسر لا حاجب للشمس يحرقه ... ولا الصواعق والأرواح تَثْنِيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>