للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) في سيرة رشيد الدين بن الصوري: (ولرشيد الدين ابن الصوري من الكتب كتاب الأدوية المفردة. وهذا الكتاب بدأ بعمله في أيام الملك المعظم، وجعله باسمه واستقصى فيه ذكر الأدوية المفردة، وذكر أيضاً أدوية اطلع على معرفتها ومنافعها، لم يذكرها المتقدمون. وكان يستصحب مصوراً، ومعه الأصباغ والليق على اختلافها وتنوعها، فكان يتوجه رشيد الدين ابن الصوري إلى المواضع التي بها النبات مثل جبل لبنان وغيره من المواضع التي اختص كل مها بشيء من النبات، فيشاهد النبات ويحققه، ويريه للمصور فيعتبر لونه ومقدار ورقه وأغصانه وأصوله، ويصور بحسبها ويجتهد في محاكاتها. ثم إنه سلك أيضاَ في تصوير النبات مسلكاً مفيداً، وذلك أنه كان يرى النبات للمصور في إبان نباته وطراوته فيصوره، ثم يريه إياه وقت كماله وظهور بزره فيصوره تلو ذلك، ثم يريه إياه وقت ذويه ويبسه فيصوره، فيكون الدواء الواحد يشاهده الناظر إليه في الكتاب وهو على أنحاء ما يمكن أن يراه به في الأرض، فيكون تحقيقه له أتم ومعرفته له أبين)

إن التصوير غير الشركي وغير العهري لمباح. وإن التصاوير والتماثيل إنما هي تحاسين وتزايين (قل من حرم زينة الله)، وإذا كان ذلك للهدى والتذكير والتعليم والتثقيف فقل بالوجوب

القارئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>