للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- كثير

وجعل عبد الله البري (يتفرج على عجائب البحر). وقد رأى لبنات الماء (وجوهاً كالأقمار، وشعوراً كالنساء. ولهن أيد وأرجل نابتة في بطونهن، وذنب كذنب السمك امتد من مؤخرتهن). وكان هذا شأن رجال المدن البحرية

- يا أخي، إني أرى الإناث والذكور مكشوفي العورة.

- لأن أهل البحر لا قماش عندهم

- وكيف يصنعون إذا تزوجوا؟

- أهل البحر - فيما عدا المسلمين منهم - لا يتزوجون. وكل من تعجبه أنثى. . .

ومازال عبد الله البحري بصاحبه يدور به على المدائن وأهلها في أغوار البحر مدى ثمانين يوماً. فيسأله عبد الله البري

- يا أخي، هل بقيت في البحر مدائن؟

- لو كنت فرجتك ألف عام، كل يوم على ألف مدينة، وأريتك في كل مدينة ألف أعجوبة، لما أظهرتك على قيراط من مدائن البحر وعجائبه.

- يكفيني هذا، فقد سئمت أكل السمك، وأنت لا تطعمني صباحاً ومساء إلا سمكاً طرياً، لا مطبوخاً ولا مشوياً. فرجتني على مدائن كثيرة، فأين مدينتك منها؟

ويبلغان مدينة عبد الله البحري، فيقوده إلى مغارة ويقول له:

- هذا بيتي. وكل من أراد أن يكون له بيت ذهب إلى الملك وعين الموضع الذي اختاره مسكناً. فيرسل معه الملك طائفة من السمك تعرف بطائفة (النقارين)، لأن لها مناقير تفتت الجلمود

وإذ يدخلون البيت، تتقدم ابنة عبد الله البحري وتبادر أباها بالسؤال، وقد نال منها العجب أن ترى مخلوقاً لا ذنب له:

- يا أبي، ما هذا الأزعر الذي جئت به؟

- هذا صاحبي البري يا بنيتي، من كنت أجئ لك من عنده بالفاكهة البرية. تعالي سلمي عليه

وتتقدم إليه الغادة، وتسلم عليه (بلسان فصيح، وكلام بليغ) وتقدم له القرى، سمكتين

<<  <  ج:
ص:  >  >>