للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المفكرون ونقدوا أساليب ووسائل يستعين بها أشخاص لبلوغ أمنية السعادة المنشودة دون التفريق بين أسلوب والتدقيق بين وسيلة ووسيلة!

فإذا كان الفكر الإنساني قد حكم على كل مفكر وأديب أن يحبس نفسه في مقر ذاته العميق، وان يرسل نبرات صوته بين أرجاء السكون الذي يملأ هذا المقر، ثم لا يسمع غير صدى هذه النبرات!

وإذا كان قد قضى عليه أن يعيش في تلك العزلة الموحشة عزلة نفسه التي يحرسها (تنين) الوحدة، فعزاؤه عما فاته من متع الحياة انه يصغي في كل لحظة من لحظات عمره القصير بعدد السنين المديد بمقدار الدقائق إلى كل همسة من همسات ضميره ونفسه، وينصت إلى كل نغمة من نغمات الحياة التي لا ننفك أوتار قلبه تعزفها على قيثارة الضلوع.

فلنتغنَّ إذن بين جدران أنفسنا الشاهقة، ولنرسل ألحان هذه الأغاني موسيقى تحوي أنغام الحياة على أنواعها فتتحول عند سقوطها في القاع - قاع أنفسنا - صوتاً قوياً تنبعث منه نبرات الحياة حارة بليغة.

(دمشق)

فلك طرزي

<<  <  ج:
ص:  >  >>