للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تلك أيضاً بعض مشاكل التعليم التي تدخل في نطاق من يصلحون البرامج وينشئون الأفكار، ولكنها لا تدخل في وظيفة الضابط أو كبير الضباط.

أذكر أن إصلاح التعليم العالي عرض للبحث منذ سنتين، فكان بعض المصلحين (على الترتيب والتعقيب وخط المسطرة والبركار) يقولون إننا نبدأ بالتعليم الابتدائي حتى نعرف ما نحتاج إليه في المدارس العالية، كأنما المسألة مسألة بيت يبني الدور الأرضي منه قبل أن تبني الأدوار العليا، أو كأنما المسألة مسألة طريق لا تصل إلى الميل الثاني منه قبل أن تجتاز الميل الأول، أو كأنما هي أعمار لا تكون في الثلاثين إلا بعد أن تكون في العشرين، وهي ليست بهذه ولا هذه ولا تلك، وإنما هي مسألة غاية ترتب عليها البداية وتعرفها قبل أن تخطو خطوة واحدة في طريقك إليها؛ ومن ثم وجب أن تبدأ بالتعليم العالي ثم تعلم التلاميذ في المدارس الابتدائية وفي المدارس الثانوية ليستعدوا له وينتهوا إليه؛ ولا ضرورة على الإطلاق لانتظار السنة الأولى الابتدائية وأنت تفكر في تقرير المناهج الجامعية، وإنما هي ضرورة وهمية عند من يمشون على المسطرة ولا يخرجون على الترتيب المرسوم!

علينا أن نصلح المصلحين ونداوي أطباءنا وليس هذا بميسور أو علينا أن نكسر المسطرة القديمة ونترقب نوازع الاقتحام في الجيل الجديد وإن طاشت في بداية اقتحامها، وذلك أيسر الأمرين.

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>