للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكوينهم تكويناً سليماً، فهي ما تزال تتركهم يكافحون الحياة القاسية بسواعدهم، وينفقون زهرة عمرهم ويوجهون نشاط عقولهم وقلوبهم إلى كسب قوتهم وقوت عيالهم فحسب، وإن هي تنبهت وقصدت إلى الأخذ بيدهم، فقلْ أن يأتي ذلك منها خالصاً سليماً، لأنها إما أن تعطيهم الأجر الضئيل، وإما أن تقذف بهم في عمل بغيض لا صلة له بعلمهم أو فنهم قط، وإما أن تسيء تقدير عملهم بالقياس إلى الأعمال الأخرى، إلى حد يزهق نفوسهم ويميت حماسهم.

وها أنت ترى أن (المعلمين) في مصر هم خير رجال العقل وأجدر الناس جميعاً بالمساعدة والتشجيع، وأن النهضة العلمية إنما قامت وتقوم على كواهلهم.

فماذا فعلت الدولة لهم وماذا قدمت غير ذلك العمل المرهق الذي يحرق أعصابهم، وغير ذلك الأجر الضئيل الذي لا يقارن بأجر غيرهم من رجال الدولة العاملين!؟ وإلى لقاء حيث أحدثك عن نواحي أخرى. . .

(يتبع)

محمد حسن ظاظا

مدرس الفلسفة بشبرا الثانوية الأميرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>