للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المبتذلة، وألا يعلو فيها صوت المتحدثين أحياناً على صوت الغناء المنبعث من آلة الراديو حتى ليتعذر عليك أن تطرب للموسيقى والإنشاد وتغني فيهما تماماً وأنت في وسطها؟ ثم ومنازلنا؟ أفي كل منها مكتبة كما في المنازل الأوربية؟ وأتزين حجراتها تلك الصور البديعة التي لا يكاد يخلو منها منزل غربي؟ وأخيراً أترى طريقة نقاشنا وأسلوب معاملاتنا يتفق وأصول الذوق السليم والحس الرقيق والشعور الحي؟ أترى نرسل اللفظ بقدر وحساب ونعامل الزوجة والولد والخادم والقريب والبعيد بما ينبغي أن تكون عليه المعاملة المثلى، فنعطي لكل حقه، ونرعى لكل عهده، ونحفظ فيما بين هذا وذاك قدرنا في عين الجميع؟

يقول الإنجليز إن (الرجل الدمث) الأخلاق هو ذلك الذي يعطف على الخجول، ويرحم السخيف، ويرعى الجميع فلا يثير ما يجرح الشعور ولا يعلو لصوته في المناقشات، ذلك الذي لا يفخر بما يعمل ويبدو في إعطائه كما لو كان هو الآخذ، ذلك الذي لا يستمع للوشايات ويفسر كل شيء من ناحيته المشرقة!)

فترى أين هو ذلك الرجل فينا؟

ستقول أنك تطلب من التربية كل شيء وترهقها من أمرها عسراً؟. وسأقول وما جدواها إذا هي اكتفت بحشو العقول وتركت الذوق فجاء غير مصقول؟ وهل نعيش في حياتنا بالعقل فحسب؟ ألا إن جانب العواطف والشعور أقوى في الحياة من جانب العقل، فإذا هي تركت هذا الجانب وأهملته فلن يكون تقصيرها إلا فادحاً شنيعاً! إذ ما عسى أن تكون الحياة بغير عاطفة مهذبة وذوق سليم حي؟ وإلى أين نلجأ في صحراء (العقل) إذا لم نلجأ إلى واحة (الشعور)؟ وكيف نوفق في معاملة الناس وفي حفظ قدرنا بينهم إذا لم يكن لنا ذوق سليم وشعور حي؟

٢ - الناحية الجسمية

أما هذه الناحية فأحسب الكلام فيها يسيراً!. الرياضة عندنا غير محبوبة عند الأكثرية الساحقة، والأقلية التي تمارسها في المدارس تسيء أحياناً استعمالها وقلما تستمر فيها إذا شغلتها الحياة وتقدم بها الزمن. ولذلك لا تعجب إذا رأيت أجسام الخريجين عندنا غير رياضية، وإذا وجدت من الخريجين تقصيراً هائلاً في أوليات الرياضة البدنية اليومية وفي كل ما يقي الجسم غائلة الأمراض ويحفظ عليه مناعته الطبيعية! وها أنت ترى أن الطلبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>