للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ودراسة نظام العمل في مكتبتها توطئة لاقتباس هذا النظام وإدخاله على دار الكتب المصرية

مقالة في الجدل للإمام الاسفراييني

للإمام أبي حامد الاسفراييني مقالة في الجدل مبينة، وللعلامة أبي نصر السبكي تعليقة عليها لطيفة. وقد رأيت أن أروي التعليقة والمقالة، وإنهما لحقيقتان بالرواية في (الرسالة):

(قال أبو حيان التوحيدي: سمعت الشيخ أبا حامد (الاسْفَرَايني) يقول لطاهر العبَّاداني: لا تعلق كثيراً لما تسمع مني في مجالس الجدل؛ فإن الكلام يجري فيها على ختل الخصم ومغالطته ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خلصاً، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله (تعالى) فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمة الله)

قال أبو نصر السبكي: (قلت: وهو طمع قريب، فإن ما يقع من المغالطات والمغالبات في مجالس النظر يحصل به من تعليم إقامة الحجة، ونشر العلم، وبعث الهمم على طلبه - ما يعظم في نظر أهل الحق، ويقل عنده قلة الخلوص، وتعود بركة فائدته وانتشارها على عدم الخلوص، فقرب من الإخلاص إن شاء الله)

(القارئ)

من آفات المناظرة

من آفات المناظرة في بلادنا (دون بلاد الله كلها) أن جمهرة القراء تنظر إليها نظرها إلى شكل من أشكال الصراع أو القتال لا ترى بينها وبين الملاكمة فرقاً ظاهراً. فليس الظافر من جاء بالحجة الظاهرة والدليل القاهر، ولكن الظافر من كان أكثر كلاماً، وأطول لسناً، وأدنى إلى التعريض والتسميع بخصمه وأقدر على النيل منه، ومن كان في الجدال؛ بل إن كثيراً، من القراء يرون الظافر من كان صاحب الكلمة الأخيرة، أي أنهم يقرءون لهذا فيميلون معه، ثم يقرءون لذلك فيميلون إليه حتى يسكت أحد الخصمين فيحكموا عليه. أما الموازنة بين الحجج والمفاضلة بين الدلائل، والحكم حكم المنصف العادل والناقد البصير، فشيء لا يكاد ينصرف إليه أحد. ثم إن القراء لا يعجبون بأحد ما يعجبون بكاتب يدافع

<<  <  ج:
ص:  >  >>