للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولعلهما به

. . . ولما عاد من زيارة المقبرة أملى عليّ مقالة (وحي القبور!)

ثم عاد إلى موضوع الزواج يتناوله من بعض أطرافه، فأنشأ قصة (بنته الصغيرة) وهي الثالثة مما نحل أئمة الصدر الأول من القصص؛ تحدث في (قصة زواج) عن سعيد بن المسيب، وتحدث في (سمو الحب) عن عطاء بن أبي رباح، وتحدث هنا عن مالك بن دينار والحسن البصري

في هذه القصة يتناول الرافعي موضوع الزواج على النحو الذي تناوله به في قصة (رؤيا في السماء) على أنه باب إلى السمو بالإنسانية، وفيها إلى ما فيها من الدعوة إلى الزواج وبر البنات شيء من الأدب الديني يضمها إلى سابقاتها

ثم نشر بعد هذه القصة الجزء الثالث من (كلمة وكليمة) - العدد ٨٤ سنة ١٩٣٥ - وفيها كلمات عن السياسة وحديث عن المرأة، ونظرات في أخلاق بعض الناس أوحى إليه بمعانيه قضية كانت له في المحكمة شغله أمرها وقتاً ما. وقصة ذلك أن الرافعي كان اشترى قطعة أرض للبناء في شمال المدينة ونقد البائع ثمنها وجعل لها حدوداً مرسومة؛ ثم أعجزه أن يبنيها فضلت خلاء بضع سنين، وكانت هي كل ما حصل الرافعي من الاشتغال بالأدب أكثر من ثلث قرن؛ ثم طمع البائع أخيراً فيما باع؛ فتحيّف القطعة من أطرافها، واصطنع بينه وبين الرافعي مشكلة قانونية تعجزه عن بلوغ حقه إلا بعد مطاولة تدفع إلى اليأس، وشكاه الرافعي وتأهب لمناضلته، فاستعان عليه خصمه بواحد من ذوي صهره يعمل مفتشاً في وزارة الحقانية، فانْتدَب للتفتيش عن أعمال الرافعي الرسمية في محكمة طنطا مهدداً متوعداً، لعله يحمله بذلك على النزول عن بعض حقه!

طالت القضية بين الرافعي وخصمه، وتعددت جلسات المحكمة وطالت كذلك دور التفتيش وكثرة تحدي المفتش للرافعي، حتى لزمه ثلاثة أشهر يفتش عن أعماله. فحص فيها عن بضع مئات من القضايا التي قدر الرافعي رسومها، لعله يعثر لهو فيها على غلطة تحمله على الخضوع له؛ وغلطة في تقدير الرسوم لقضية من القضايا معناها غرامة مالية. . . ومن أين للرافعي؟

وكنت متعودا أن أغدو على الرافعي في المحكمة في أوقات الفراغ؛ فلما علمت أن مفتشا

<<  <  ج:
ص:  >  >>