للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال: من أراد أن يأخذ جمرة من جهنم فليفعل. أما أنا فلا أريد، سيغنيني الله عنه

ولقيته بعد أيام، فقلت: ما فعل الله بتلك الوكالة؟

قال: رفضتها فعرضوها على أهل السوق فقبلها منهم فلان!

قلت: رئيس لجنة مقاطعة البضائع الصهيونية؟

قال: نعم!

٥ - معصرة

كنت أسير في (دوما) قصبة الغوطة الشرقية، فرأيت شارعها الأعظم (الذي يشقها شق شارع الرشيد مدينة بغداد) رأيته يمضي مستقيماً سوياً حتى إذا جاوز ثلثيها انحرف ذات اليمين وما ثمة مسجد يغشى عليه الهدم، حتى ينحرف لأجله الشارع ولا أثر قيم، ولا صخرة قائمة، فعجبت وسألت صاحبي الذي كان يمشي معي

فقال: كان هنا في سالف الدهر معصرة لوجيه من الوجهاء لم يقدر على هدمها، فلوى من أجلها الشارع!

فقلت: هذه هي مصيبتنا! ولو أنها معصرة واحدة لاحتملت، ولكنا كلما خططنا في الحياة طريقا مستقيما اعترضتنا (معصرة) لوجيه من الوجهاء. فكم من (معصرة) في طريق القوانين والنظم، وفي طريق العدالة والقضاء؟

هل خلا طريق لنا من (معصرة)؟ فمتى تهدم هذه (المعاصر)؟

(دمشق)

علي الطنطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>