للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أصبحت للدولة لا للقبيلة

الأسماء والأديان

لم تكن للأسماء في العصور الأولى صبغة دينية خاصة، إلا أن الحال تغيرت بعد ظهور المسيحية، إذ أخذ المسيحيون يقلعون شيئاً فشيئا عن بعض الأسماء اليهودية والوثنية ثم يختارون أسماء جديدة

وفي أوائل عهد النصرانية درج النصارى على أن يسموا أبناءهم بأسماء القديسين والأنبياء، إذ يعلن الأب اسم ابنه جهاراً عند المعمودية فيصبح اسماً معترفاً به قانوناً

وفي فرنسا لا يجوز لأحد أن يبتدع لابنه اسماً غريباً لم يعرفه الناس من قبل، وما يزال في فرنسا حتى اليوم سجل رسمي يحتوي الأسماء التي يجوز للإنسان أن يختارها لأبنائه ولا يجوز له أن يسمى بما عداها، وهذا السجل يهذب من وقت لآخر بإضافة أسماء حديثة وحذف أخرى قديمة

وفي أسبانيا - حيث ديانتهم الرسمية الكاثوليكية وقد كانت حكوماتهم ملكية - كان الآباء مقيدين عند تسمية أبنائهم بطائفة من أسماء القديسين والقديسات مأخوذة من تقويم الكنيسة؛ ولكن بعد زوال الملكية قريباً قد أبطل هذا وصار الآباء أحراراً في تسمية أبنائهم

ولما ظهر الإسلام تطورات الأسماء عند العرب، إذ سمي النبي (محمد) مع أنه لم يسم أحد من قبل بهذا الاسم، ثم شاعت الأسماء المضافة إلى عبودية الله وتعدت لفظ الجلالة إلى غيره من أسماء الله الحسنى. والآن نجد بين المسلمين نحو النصف من الأسماء تدعى محمداً أو ما اشتق منه مثل محمود. أحمد. حامد، وقد أثر عن النبي (صلعم) أنه قال (خير الأسماء ما حمد ثم ما عبد)

والأديان على العموم لا تحرم اسماً ولا تبيح آخر، بل الإنسان حر في التسمية بما شاء. غير أنه على الرغم من هذه الحرية المطلقة نرى بعض أسماء اختص بها المسلمون، وأخرى اختص بها اليهود، وغير ذلك من الأسماء تفرد بها المسيحيون. فمن أسماء النصارى الخاصة (بطرس. ميخائل. حنا. جرجس. عبد المسيح. هيلانة. ماري) ومن أسماء اليهود الخاصة (باروخ. عزرا. كوهين. ليفي. حانان) ومن أسماء المسلمين الخاصة (محمد. مصطفى. حسن. علي. فاطمة. عائشة) ومن أسماء المسلمين المشتركة (يوسف.

<<  <  ج:
ص:  >  >>