للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يكون. . . لا استكبارا مني، بل لأن طباعي، وفطرتي لا تساعد على هذا. . . ثم كيف تلعبين بي؟ أأنا كرة؟ أم ماذا! ألا ترين أن هذا كلام فارغ، وإنا نضيع الوقت فيما لا خير فيه ولا متعة؟ أولى بنا أن نضحك، ونلعب. . .)

فتعود إلى رأس البلاء وتقول (ولكن لماذا تكره الكلام في الحب؟ أليس لذيذا؟)

فأقول (لست أكره شيئا، وإنه ليسرني أن يكون مدار حديثنا على شرط أن لا أكون أنا مداره! ثم قولي لي، أليس في عينك نظر؟)

فتعبس وتهز رأسها مستفسرة فأقول: (تحبينني أنا؟ يا خبر أسود! وهل خلت الدنيا من الناس فلم تجدي سواي؟)

فتطمئن وتضحك، وتقول (أنت متواضع. . جدا)

فأقول (يا ستي والله أبدا. . . إن بي كبرا أن يكون بي كبر. ولكن الحقيقة أنك بلهاء أو لا أدري ماذا دهاك. . .)

فتسأل بلا مناسبة: (لماذا لا تحبني؟)

فأقول: (هذا سؤال غريب. . . طيب أسمعي. . . أنا لا أحبك لأني لست عدوك!)

فتصيح: (ايه؟)

فأقول: (تمام. الحب في لغتنا لفظ سقط منه حرف. . . كان يجب أن يسمى الحرب!)

(حرب؟)

(أي نعم يا مولاتي! لأنه ضرب من الجوع)

(جوع؟)

(أي نعم مرة أخرى يا مولاتي. . تجوعين فتشتهين الملوخية بالأرانب، أو الإوز، وتجوعين جوعاً آخر فتشتهين رجلا. . . وأنت تحبين الملوخية، ولكن ليس بينكما مودة متبادلة، وإنما العلاقة بينكما آكل بمأكول؛ وكذلك الجوع الذي نسميه الحب، فأنه ليس أكثر من رغبة في الاستيلاء على مخلوق آخر أو التهامه إذا شئت. وإذا كان الحب متبادلا فان معنى هذا أن الحرب معلنة من الجانبين - كل جانب يريد أن يستحوذ على الجانب الآخر بأسلحة شتى، منها الغزل والقبل والعناق والضم وغير ذلك من وسائل التليين. . .)

قالت: (لا أصدق هذا الكلام الفارغ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>