للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هو: زلَق وسقط.

والرجل الأزل: السريع. ويوصف الماء بأنه زُلال إذا كان عذباً صافيا يمرً سريعاً في الحلق

فاجتلب العرب من هذه المادة لفظاً للفالوذج. هو الزليل، إذ كان خفيفاً على اليد حمله، سريعاً في الفم انزلاقه. وفي مبادئ اللغة أنه يجمع على: أزلة. ويستفاد من إثبات صاحب المبادئ لهذا الجمع أنه مسموع فوق أنه مقيس

ز - جاءت نوبة كلمة: الُّلقاء، وتلك لم اعثر عليها في معجم ولا أسفرَت لي في أوراق فقه اللغة. وإنما جرت في كلام لأبي العلاء المعري، قال: (العاجلة، كلبيد الراجلة، يُلقي لتقيها لقاء، ويطعم فاجرها مُرّ المقرات. . .) ثم شرح ذلك فقال: (اللبيد: جوالق صغير، أو خرج. والراجلة: الكبش الذي يحمل عليه الراعي خُرجه. واللقاء: الفالوذج) ولقد فتشت عن هذا اللفظ كل مفتش، فيما بين يدي من المراجع، حتى ضاق به الصدر، فكأن أبا العلاء استخرجه من ملاعب الجن. وما أظن الظنون بشيخ المعرة، فأني لأعلمه: صاحب الغريب، وهدهد الشوارد. فليس لي إلا أن أستريب بحروف هذا اللفظ، وأن أُقدِّر أن تحريفاً عدل به عن كنهه. وكان بودي أن أجلو هنا ما دار به الخاطر فيما عساه يكون الأصل، ولكنني أوثر أن أحجم حتى أسمع كلمة الأستاذ الفاضل الذي بعث الفصول والغايات من مرقدها، فلا بد أن يكون عنده من هذا اللفظ علم، ولعله متفضل فمجيب. وسيتبع إحجامي عن الكلام في الأصل، تأخيري النظر في الاشتقاق. إذ كان هذا متعلقاً بذلك تعلق النتائج بالمقدمات

ح - الزعفران نبات أصفر الزهر، أحمر الصبغ، وزعفره: صبغه بالزعفران. ولا أُحق: أسموا الفالوذج مزعفراً لأنه مصبوغ به، أم لأنه مجعول فيه، أم لأنه على لونه، فالأمر على التشبيه؛ أم لكل هاته الأشياء؟؟ وإن من سنة العرب في التسمية أن يوصف الشيء بالشيء لشبه اللون، فقد وضعوا للأسد أسم الورد، لأنه ورد اللون. بل إنهم سموه: المزعفر، فقالوا: المزعفر: الأسد الورد لأنه أحمر. وقد أنهينا فيما سبق قول بعضهم (فالوذجة مزعفرة) ورجحنا ثمة أن تكون الزعفرة فيه الصبغ والتطييب، وليس الكلام على التشبيه والمشاكهة

ط - أجمع فقهاء الألفاظ على أن الصُّفرُّق اسم للفالوذج، ومثل به سيبويه في الكتاب ونقله

<<  <  ج:
ص:  >  >>