للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما جوته (١٨٢٧) فقد وجد أن الموسيقى تعاصر الإنسان منذ خلقه، قديمة بقدمه، تناسبت مع نفسه وروحه وشاعريته ووجدانه، فتطورت بتطوره. ويؤمن بأن الإنسان قد يستمع لموسيقى جديدة فلا يطرب لها لأول وهلة وذلك لعدم تفهمه إياها (قصد موسيقى فاجنر)، أما بعد أن يألفها فإنه يجد استمتاعه بها متناسباً مع تفهمه لها، حتى يحين الوقت الذي يجدها فيه خير معَّبر عن مثله الأعلى في ناحية من نواحي وجدانه، ألا وهي ناحية العاطفة السامية والحس الدقيق

وهذا تفلسف اتفق مع الواقع، ولا سيما أنه اشترط في الموسيقى أن تكون متناسبة مع عقلية الإنسان وتفكيره ودرجة فهمه وتمدنه، فقد ترى السذج يطربون لموسيقى لا انسجام فيها ولا طرب؛ على حين تجد أولئك الذين أنعم الله عليهم بنعمة العقل وسمو المشاعر لا يطربون إلا لما أخرجه الفنان الموهوب الذي أمكنه التعبير عن حب دفين لا نهائي للخالق جلت قدرته في أصوات منسجمة متوفرة الارتباط، تسمو بالمستمع إلى ملكوت مقدس بعيد كل البعد عن الطرب المصطلح عليه في الشرق

أحمد موسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>