للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلم يلتفت إلى ذلك، وعمل على الخروج، فاستدعاه أبو الحسن - ع - وقال له: أأنت خارج؟ قال: نعم لابد لي من ذلك، فقال له: انظر يا ابن أخي واتق الله ولا توتم أطفالي: وأمر له بثلثمائة دينار وأربعة آلاف درهم. فلما قام من بين يديه، قال لمن حضره: والله ليسعين في دمي ويوتمن أولادي. فقالوا: (جعلنا فداءك، وأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله؟ قال: نعم، حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله - ص - أن الرحم إذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله، وإنني أردت أن أصله بعد قطعه، حتى إذا قطعني قطعه الله، قالوا فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى يحيى ابن خالد فتعرف منه خبر موسى ابن جعفر - ع - فرفعه إلى الرشيد، وسأله الرشيد عن عمه فسعى به إليه وقال له: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب وأنه. . .) حتى قال (ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد، ثم دعا السندي بن شاهك فأمره في موسى بن جعفر بأمره فامتثله، وكان الذي تولى به السندي قتله جعله سما في طعام قدم اليه، ويقال إنه جعله في رطب فأكل منه موسى وأحس بالسم ولبث بعده ثلاثاً موعوكا ثم مات في اليوم الثالث. . . واخرج ووضع على الجسر ببغداد. . . فأمر يحيى بن خالد أن ينادي عليه عند موته: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه)

فهذا الدليل الثاني على خطأ من نسب البرامكة إلى التشيع والإمامة، فلقد كانوا حربا على الإمامة وعيونا على التشيع وراءها الفتك والزندقة، ومحاربة الإسلام بلأمته، ونقل علي بن عيسى الأربلي المذكور أن محمد بن الفضل قال: (لما كان في السنة التي بطش هرون فيها بالبرامكة وقتل جعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل بهم ما نزل كان أبو الحسن (علي بن موسى الرضا) واقفا بعرفة يدعو ثم طأطأ رأسه فسئل عن ذلك فقال: إني كنت ادعوا الله على البرامكة فقد فعلوا بابي ما فعلوا، فاستجاب الله لي فيهم اليوم فلم يلبث إلا يسيرا حتى بطش هرون بجعفر وحبس يحيى وتغيرت حالهم)

فهذا الخبر كالذي أورده السيد نعمة الله الجزائري مضارة بن برمك لبني علي، ولكنه أقدم منه نقلا - كما نعرف من تاريخ المؤلفين - وكلاهما نظر فيه نظراً دينيا، ومع ذلك يدلان على كره الإمام الثامن من الأئمة الاثنى عشر للبرمكة ودعائه عليهم ريه، وقال محمد تقي التبريزي (من الأغلاط المشهورة ما اشتهر من أن البرامكة كانوا من المتشيعة حتى أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>