للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملايين من الإيطاليين سيغمرون ليبيا ويحولونها إلى منطقة إيطالية خالصة، ثم لا يكون للعرب بعد أن توزع أملاكهم على المهاجرين المستعمرين، إلا قفار الصحراء الجديبة يعيشون فيها على الضر والفقر دون أن يكون لهم في أمور البلاد السياسية والاقتصادية لسان ولا يد!

هذه فلسطين أخرى ولكن فلسطين تستطيع أن تقول وأن تعمل؛ أما طرابلس فلا تقول ولا تعمل إلا ما يريده الحاكم بأمره

بس. . .

قال الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني في مبحثه في (العامية والفصحى) في (الرسالة الغراء): (وأما بس فلا مثيل لها، ولا غناء عنها بغيرها في اللغة العربية) وهو قول حق كله، واللفظة عربية كل العربية، وإن كان الأصل من فارس. وقد ذكر بهاء الدين العاملي في (كشكوله)، ونقل قوله الزبيدي في (تاجه): (بس كلمة فارسية، وليس للفرس في معناها سواها، وللعرب حسب، وبجل، وقط - مخففة - وأمسك واكفف، وناهيك، ومه، ومهلا، واقطع، واكتفًّ)

أجل، إن في لغة (الجزيرة) كل ذلك لكن لم تظرف واحدة من أُليا الآنسات العشر - كما يرى الأستاذ المازني - ظرف تلك الفارسية

ونطق باللفظة (اللسان) غير ذام ولا ناقد: (وبس بمعنى حسب فارسية) والفارسيات المتعربات أمم يا أستاذاً في العربية

وأخبرنا السيوطي في (المزهر) والخفاجي في (شفاء الغليل) أن (الخليل) أودعها (العين) غير منسوبة إلى فرس ولا عرب: (بس بمعنى حسب) ونابغتنا (الخليل بن أحمد) تلاميذ تلاميذه، كلامهم على الرأس والعين

وروي (المزهر) عن كتابه (المشاكهة) لمحمد بن المعلى الأزدي: (تقول لحديث يستطال: بس، وعن أبي مالك: البس القطع، ولو قالوا لمحدث: بسا كان جيدا بالغا بمعنى المصدر أي بس كلامك بسا، أي أقطعه قطعا، وأنشد:

يحدثنا عبيد ما لقينا ... فبسك يا عبيد من الكلام

القارئ

<<  <  ج:
ص:  >  >>