للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأمراض: أرز كامل بدلاً من الأرز المقشور ضد البري بري، والفواكه والخضروات الطازجة ضد الاسخربوط، وغذاء متنوع ضد البلاجرا، وضوء الشمس ضد الكساح، وأخيراً زيت سمك الحوت ضد هذا المرض وضد كرتومالاسي. ويلاحظ أن الأطباء كانوا يصفون زيت السمك دون أن يعرفوا فائدته في شفاء الكساح، كما يلاحظ أن بعض وسائل العلاج لهذه الأمراض، وقعت عليها الجماعات من تلقاء نفسها بمجرد التجربة اليومية، فقد كان سكان النرويج يعالجون من أصابه مرض الاسخربوط بشيء من عصير البرتقال. ومما يلفت النظر أن مقداراً تافهاً من هذا العصير - وهذه نقطة رئيسية في فهم طبيعة عمل الفيتامين - يكفي للوقاية من هذا المرض الخطر.

أما بحوث علماء وظائف الأعضاء التي قاموا بها مستقلين عن الأطباء وأدت إلى نفس النتيجة التي وصل إليها الأطباء، فقد كانت ترمي إلي دراسة غذاء الإنسان ودراسة كميتة وكيفيته لمعرفة المواد الغذائية اللازمة وحفظ توازنه الحيوي، وتحديد المقادير والصفات الكيميائية التي لا مندوحة عنها حتى يكون الغذاء كاملاً.

كان محصولنا في الكيمياء البيولوجية عند بدء هذه البحوث بحيث لم يلبث علماء وظائف الأعضاء أن تبينوا ضرورة ثلاث مواد عضوية رئيسية هي: البروتيد أي المواد الزلالية، والليبيد أي المواد الدهنية، والجلوسيد أي المواد النشوية السكرية، ثم بعض الأملاح المعدنية مثل كلورور الصوديوم أي ملح الطعام وأملاح الحديد والكلسيوم، وأخيراً مقدار من مواد غير قابلة للهضم مثل السليلوز لتنبيه الأمعاء على القيام بوظيفتها في الطرد. هذه هي المواد التي رأى علماء وظائف الأعضاء في بادئ الأمر ضرورة وجودها بمقادير خاصة في غذائنا حتى نحصل على حاجتنا من الطاقة من جهة وعلى المواد اللازمة لبناء أنسجتنا وإصلاح ما تفقده منها من جهة أخرى.

وطبقاً لمبدأ التحقيق التجريبي في البحث العلمي بادر علماء وظائف الأعضاء بتغذية بعض الحيوانات المستعملة في المعامل لهذا الغرض (مثل الفيران والأرانب وغيرها) بمقادير معينة من هذه المواد للتحقيق من قيمة النتائج التي أوصلتهم إليها البحوث الكيميائية السابقة. وإليك مثلين تاريخيين لهذه التجارب:

في سنة ١٨٨١ عمد (لونين) السويسري إلى فيران يغذيها باللبن فبقيت عدة أشهر في

<<  <  ج:
ص:  >  >>