للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالصواب، يجب أن تسجدوا لله وحده وأن تشكروه على الحرية التي سوف تتمتعون بها منذ اليوم. . .)

وعاد الرئيس إلى وشنجطون وفي وجهه مثل ما يكون في وجوه الأبرار الصالحين، والناس حول ركابه يهتفون باسم (أبيهم أبراهام) بطل الحرية ومحطم الأصفاد ومعيد الوحدة إلى البلاد وحامي دستورها ورسول حاضرها إلى غدها. . .

وفي اليوم التاسع من هذا الشهر المشهود سلم لي جيشه للقائد جرانت وتلقت العاصمة النبأ وتلقاه الرئيس، وتنفس الناس الصعداء. وأحس ابن الإحراج بعد هذا الكفاح الطويل الشاق أن قد آن له أن يستريح ولو بضعة أيام. . . وتزاحم الناس حول البيت الأبيض وهم من فرط سرورهم يبدون كأنما طاف بهم طائف من الجنون، وأطل الرئيس عليهم وهم يتصايحون ويتواثبون ويقذفون بقبعاتهم في الهواء، فلم يدر ماذا يقول. ثم مسح بيده الدموع المنحدرة من عينيه وطلب إليهم أن يهتفوا ثلاثاً بحياة القائد جرانت ورجاله، وحياة القواد البحريين ورجالهم، وعاد إلى داخل حجرته. . .

وفي اليوم الرابع عشر كان على مجلس الوزراء أن يجتمع ظهراً، وكان جرانت ممن سوف يشهدون الاجتماع. وكان يبدو على محيا الرئيس قبل الاجتماع شيء من الهم، قال لبعض أصحابه: إني رأيت حلماً كريهاً لا أرى مثله إلا قبيل حادث عظيم. . واجتمع المجلس ليرى ماذا تفعل الحكومة لإصلاح ما أفسدته الحرب. وفي هذا الاجتماع عارض الرئيس القائلين بالانتقام من أهل الجنوب وصاح بهم (كفانا ما ضحينا من الأنفس. يجب أن نطفئ في قلوبنا السخائم إذا أردنا أن نقيم الوحدة والوفاق) ألا ليت أعداءه سمعوه وهو يقول ذلك، ألا ليتهم سمعوه. . .

وركب الرئيس وزوجه في نزهة عصر ذلك اليوم. وفي المساء ذهب ليشهد رواية تمثيلية في المسرح، وكانت الصحف قد نشرت اعتزامه الحضور ومعه القائد جرانت، وتخلف القائد لأمر ما، وذهب الرئيس وجلس في مقصورة هو وزوجه وقائد من القواد. وفي الساعة العاشرة والنصف تسلل إلى باب مقصورته رجل فاقتحمه وفي يده مسدس أطلقه على رأس الرئيس. . . وكانت في يده الأخرى مدية طعن بها القائد، وقفز إلى خارج المسرح وكان هو وشركاؤه قد أعدوا حصاناً ليهرب به عدوا. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>