للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣. آه! تُرى من سوف يشاهد جمالك ورقتك مرتين أيها الملك الشاكي الذي يتكلم بتنهداته؟ ترى من سوف يولد مثلك حاملا قبلة كما تحملين فيما ترسله عيناك من بارقات النظر في ترنحات رأسك المنكس. في هذا القد المضني الساكن في دعة إلى فراشه، ثم في تلك الابتسامة النقية النقية التي تفيض بالحب والألم.

١٤. عيشي أيتها الطبيعة، وعيشي إلى الأبد فوق أقدامنا وفوق جباهنا مادامت تلك سنتك؛ عيشي وأحتقري (إن كنت ربة حقاً) الإنسان، ذلك العابر سبيل الذي كان من المقدر أن يقوم عليك ملكاً، فإنني أحب جلال الألم البشري فوق ما أحب ملكك ومظاهره الكاذبة. هيهات أن تنالي مني صيحة حب!

١٥. ولكن أنت أيتها السائحة المتهاونة! أما تريدين أن تضعي رأسك فوق كتفي وتستسلمي لأحلامك؟ تعالي نشاهد ونحن على مدخل منزلنا المتحرك من مرَّ ومن سيمر من البشر. لسوف تدب الحياة فيما يحمله إلى الشعر من صور الإنسانية عندما تمتد أما منزلنا آفاق الأرض الصامتة إلى غاياتها البعيدة.

١٦. وهكذا نسير غير تاركين وراءنا فوق تلك الأرض العاقة التي مر عليها أمواتنا من قبل إلا شبحنا. سنتجاذب الحديث عنهم عندما تظلم الآفاق، ويحلو لك أن تسلكي سبيلا ممحوا لتستغرقي في أحلامك مستندة إلى الأغصان الضئيلة باكية حبك العابس المهدد كما بكت (ديانا) على شواطئ تبعها.

محمد عبد الحميد مندور. عضو بعثة كلية الآداب بباريس

<<  <  ج:
ص:  >  >>