للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في نصف الكرة الشمالي لزوال الحرارة التي كانت تجعل بعضها ينقف دون أن ترقد هي عليه

وكان للعصر الجليدي أثره العظيم في عالم النبات أيضاً فقد انتزع سيادة النباتات الجرثومية المنحطة على المملكة النباتية، وأفسح مجال الانتشار والازدهار أمام النباتات المخروطية والنباتات المزدهرة، ولما حل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أخلت معظم الأشجار الدائمة الاخضرار مكانها لنماذج تسقط أوراقها في الشتاء بصفة دورية فلا تفقد ما تحتويه من الماء وهي لا تستطيع تعويضه من الأرض في الشتاء

تطور الطيور والثدييات

تسلسلت الطيور من الزواحف بفضل ما حدث لها من التغايرات الملائمة ولاسيما فيما يختص بجهاز توليد الحرارة. وقد عثروا في صخور بافاريا على متحجر طائر في حجم الغراب كان يقطن أوربا قبل ملايين السنين، وهو يجمع بين خصائص الزواحف وخصائص الطير، وهذا (الطائر القديم) هو الحلقة (غير المفقودة) بين الزواحف والطيور

وحل عصر جليدي في شمال أوربا وأمريكا غطى نحو ٧ ملايين ميل من سطحهما، فأرغمت الحيوانات والنباتات المحبة للحرارة على الزحف صوب الجنوب. وقد يكون البرد القارس في ذلك العصر هو منشأ هجرة الطيور المهاجرة كالسمان والعنز وعصفور الجنة كل شتاء من الشمال إلى الجنوب، كل عائلة منها إلى مكان معين تسلك إليه طريقاً ربما كانت هي الطريق الوحيدة التي عرفها أسلافها في ذلك الوقت، وعلى ذلك فليست (الغريزة) سوى العادات التي اكتسبتها الحيوانات تحت ضغط ظروف خارجية عنها

نشأت الثدييات الأولى الصغيرة الحجم في أواخر العصر الجليدي، وقد يكون منشأها في قارة تمتد حيث يوجد الآن المحيط الهندي وما حواليه، أو لعلها عبرت تلك القارة الضائعة من أفريقيا إلى أوستراليا، ثم غاصت تلك القارة تحت سطح الماء فأصبحت أوستراليا جزيرة منعزلة لا تستطيع أن تصل إليها الحيوانات المفترسة التي تطورت في باقي أنحاء العالم، وبقيت الحيوانات الثديية البدائية فيها متخلفة عن زميلاتها في الخارج مثل الكنجرو، وهو لا يبقى جنيناً في رحم أمه إلا زمناً قليلاً فأنها ليس لها من الأوعية الدموية ما تنقل به دمها إلى الجنين لتغذيته، لذلك تلده سريعاً وتلتقطه بفمها فتضعه في كيسها حيث يكون ثديها

<<  <  ج:
ص:  >  >>