للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم ماذا؟ ثم ماذا؟ ثم عرضت بالتفصيل لمشكلة اليوم وهي: النزاع بين الأزهر ودار العلوم

ويجب أن يكون مفهوماً أنك ألَّفت كتابك لغاية بريئة من الهوى لأنك عميد كلية الآداب، وعميد كلية الآداب يشرع للناس مذاهب الحق. وقد تأملت كلامك فوجدته يحتاج إلى تصحيح

ولعلك تعرف أن هواي ليس مع الأزهر ولا مع دار العلوم، وإنما هواي مع الجامعة المصرية، والفرق بيني وبينك أني لا أكتم هواي كما تكتم هواك. وما أعارضك في هذه القضية إلا لأنك سلكت فيها مسلكاً يخالف العقلية التي صبغتنا بها الجامعة المصرية، وهي التعمق في درس الأغراض والمعاني

أنت وازنت بين الأزهر ودار العلوم والمعاهد المدنية، وقام عندك الدليل على أفضلية الأزهر، لأنه أخرج للناس: محمد عبده وسعد زغلول ومصطفى عبد الرزاق؛ وأفضلية المعاهد المدنية لأنها أخرجت للناس: إبراهيم عبد القادر المازني، وأحمد لطفي السيد، ومحمد حسين هيكل؛ وسقطت عندك دار العلوم لأنها لم تخرج أمثال هؤلاء

صدقت يا دكتور بعض الصدق، فدار العلوم لم يكن لأبنائها ماض في السيطرة على الحياة الأدبية على نحو ما يسيطر: هيكل، والمازني، والعقاد، وطه حسين، والزيات

ولكن كلامك على صدقه أحزنني، وليتك استشرت عميد كلية الآداب قبل أن تنشر هذا الكلام المحزن الموجع

أحزنني كلامك لأنه أصطبغ بالمغالطة والإسراف

أنت رجل معلم يا دكتور، ومن العيب عليك أن تؤذي إخوانك المعلمين: أتراك تؤمن في سريرة نفسك بأنك لم تحكم في هذه القضية بغير العدل؟

تعال أناقشك الحساب

إن رجال دار العلوم قد اشتغلوا جميعاً بالتعليم، ومهنة التعليم تقتل الأديب أبشع القتل. وأين المعلم الذي تسمح له وزارة المعارف بأن يستوحي الحياة كما يستوحيها الأدباء الذين سيطروا على هذا الجيل؟

أين المعلم الذي تسمح له وزارة المعارف بأن يصف جمال السابحين والسابحات في شواطئ الإسكندرية وبور سعيد، كما صنع الشاعر فلان؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>