للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإنما نذكر ذلك لما للدراسة الكمية والعددية من أثر في الاكتشاف فإنها لا تؤدي في بعض الأحيان لدراسة الظاهرة التي يراد دراستها فقط بل تؤدي إلى اكتشاف ظواهر جديدة كان لا يقصد الباحث اكتشافها. وطبيعي أني سألجأ في كتاباتي لسرد أمثلة من هذه الاكتشافات التي كان بعضها وليد الصدفة والتي قدمت معارفنا لحد كبير

أما المنبع الرابع للعلماء المشتغلين فهو التعمق العقلي في حقائق الأشياء تعمقا زاد لدرجة قصوى في العلوم الحديثة، وقد أصبحنا لا نكتفي اليوم بأن نكتشف القوانين وندعها منفردة بل نجمعها في قوانين قليلة بحيث أنه بأقل الفروض نحاول أن نفهم عددا كبيرا من الحقائق. ولعل القانون النيوتني للجاذبية خير مثل أقدمه، فهو قانون يجمع في معادلة واحدة قوانين كوبرنيك وجاليليو وكبلير وهو الذي تناوله أخيراً إينشتناين باعتبارات جديدة وجديرة أن نتحدث عنها في المقالات القادمة.

ومن السهل أن ندرك الآن أنه بمثل هذه المنابع الأربعة يصل العلماء إلى نتائج تختلف عن النتائج التي نصل لها بتجاربنا اليومية ومن هنا اختلفت صورة العالم عن الصورة التي رسمتها لنا حياتنا العادية.

فإذا ذكرنا الحركة البرونية ذكرنا بران ونجد اسم أنيشتاين بجانب النسبية والكتلة، ولا يمكن أن نذكر الإلكترون دون أن نقرنه بأسماء ولسون والدوق موريس دي بروي ومليكان واستون دمبلر وأخيراً شيخ العلماء تومسون وإذا ذكرنا البلورات ذكرنا دباي وبراج وشيرر ولوي وإذا وصلنا للنشاط الإشعاعي وجهنا التحية لبكارل ومدام كيري ورثرفورد، جيجر وسودي، وفي الأثوم يذكرنا دواماً وثرفورد وبوهر وسمرفيلد الكبير وستارك وزيمان وبولي، وفي الحرارة النوعية نكرر أسماء إينشتاين ودباي ولندمان، وفي التبادل الضوئي الكهربائي نحيي مرة أخرى العالم إينشتاين ومليكان وموريس دي يروي وهنت

وفي علاقة المغناطيس ونظرية الكم تكاتف الكثيرون مما لا يسع المجال ذكر أسمائهم جميعا، وأخيراً تم بناء آخر مرحلة نعرفها للهيكل الطبيعي بل تم آخر طلاء للصورة الجديدة بعملين كبيرين.

الأول الميكانيكا الموجبة وما توحي به من فكرة جديدة لمؤسسها لويس بروي ثم شرودنجر

<<  <  ج:
ص:  >  >>