للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فكان كل متأدب يتعلم النحو وكل مؤدب يعلّمه إلى ما يعلّم من الأدب. فغدا النحو من وسائل الأدب، واختلط به. وكذلك علوم العربية الأخرى كلما وضع علم جعل من وسائل الأدب ووصل به. فاتصل بالأدب الصرف والنحو والعروض وفنون البلاغة وعلوم أخرى، وسميت كلها علوم الأدب أو علم الأدب أو الأدب

وأراد الباحثون في الأدب بهذا المعنى أن يحدوه حدَّاً واضحاً بين ما يدخل فيه وما يخرج عنه فعرفوه تعريفات متقاربة؛ منها:

١ - علم يُحترز به عن الخطأ في كلام العرب لفظاً وخطّاً

٢ - علم يتعرف منه التفاهم عما في الضمائر بأدلة الألفاظ والكتابة

٣ - حفظ أشعار العرب وأخبارهم والأخذ من كل علم بطرف وحصروا العلوم التي تدخل في هذه التعريفات فجعلوا علوم الأدب ثمانية، ثم زادوها إلى أثني عشر، عدّها ابن الأنباري في طبقات الأدباء ثمانية: اللغة، والنحو، والتصريف، والعروض والقوافي، وصنعة الشعر، وأخبار العرب، وأنسابهم. ثم قال:

(وألحقنا بالعلوم الثمانية علمين وضعناهما وهما علم الجدل في النحو وعلم أصول النحو الخ)

وقسمها الشريف الجرجاني تقسيماً منطقيّاً إلى اثني عشر:

قال في مقدمة شرح المفتاح: (إن علم العربية المسمى بعلم الأدب علم يحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظاً أو كتابة.

وينقسم - على ما صرحوا به - اثني عشر قسماً؛ منها أصول هي العمدة في ذلك الاحتراز ومنها فروع)

ثم بين أن الأصول هي: اللغة والصرف والاشتقاق والنحو والمعاني والبيان (والبديع تابع لها) والعروض والقافية

وأن الفروع هي: الخط، وقرض الشعر، وإنشاء النثر، والمحاضرات (ومنه التاريخ)

وقال ابن خلدون في فصل علم الأدب من المقدمة:

وكان الغناء في الصدر الأول من أجزاء هذا الفن لما هو تابع للشعر إذ الغناء إنما هو تلحينه. وكان الكتاب والفضلاء من الخواص في الدولة العباسية يأخذون أنفسهم به حرصاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>