للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: (حتى ولا مع سواني جيمز؟). فقال: (لا تذهبي مع أي إنسان)

قالت وقد بدا عليها ما يبدو على سائر الفتيات في حالة العناد: (ولكنني أريد أن أذهب فلماذا تمنعني؟) فقال: (لأني آمرك بعدم الذهاب)

فهزت رأسها الجميل الشعر وقالت: (هب أنني ذهبت بالرغم من منعك؟). فقال: (إذن أضربك عند عودتك)

قالت: (وهب أنني لا أعود إلى المنزل؟). ثم اغرورقت عيناها الجميلتان بالدموع وقالت: (هب أنني ألقيت بنفسي تحت الترام أو القطار أو في البحر؟)

فهز العلامة كتفيه وأجابها بجواب خشن. واعتادت أن تسكت عند مثل هذه الحالة وتكف عن مطالبته بالذهاب

ولكن لا يحسب القارئ أن معاملته إياها كانت خشنة على الدوام، فقد كان كثيراً ما يلاطفها خصوصاً إذا شرب وانتشى، ويصفها بأنها عزاؤه وتسليته ويقول لها إن أمها أوصته وهي تموت بأن يعني بها، وإنه لهذا السبب يحرص عليها ويبذل من أجلها كل ما يستطيع، وإنه إذا منعها عن جيمز وأمثاله فإنه يعلم أن أمثال هؤلاء سيجرون إليها المتاعب في المستقبل، وإنه سيجد لها الزوج الكفء في الوقت المناسب لكن كل شيء من هذا قد ذهب وفات أوانه وأصبحت فيوليت في السابعة عشرة فلم يعد يستطيع تهديدها بالضرب ولم تعد تجدي معها النصائح، فإذا ما أراد إرغامها على رأيه هددت بالانتحار فيضطر إلى الإذعان. ولم يعد له من سلاح غير لسانه الذي يلجأ إليه في قليل من الأحيان

وكانت في هذه الحالات تلجأ إلى الدموع

ولما تجاوزت العام السابع عشر وجد أبوها وسيلة جديدة للرزق هي إرسال خطابات يطلب فيها المساعدة من كبار المؤلفين والكتاب وإلى من يقيمون من أنفسهم مقام الرعاية لحملة الأقلام. وكان يقول في خطاباته إن حرفة التأليف كسدت في مدة الحرب وفي العهد الذي تلاها، وإنه يرتزق من قلمه، وإنه لا يملك حتى طابع البريد الذي يرسل به الخطاب، وإنه لذلك يبعث به مع أبنته الوحيدة فيوليت.

ثم يسلم الخطاب إلى ابنته ويأمرها بأن ترتدي أقدم ثيابها وتضع في كفيها قفازين باليين، ويبحث في فهارس الكتب عن أسماء المؤلفين وعناوينهم، ويوصي ابنته بأن تتصنع الكآبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>