للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحن لم نعثر على هذه الكلمة في شعر العرب أو كلامهم بهذا المعنى. وقد ورد: فحل، وقرم. . . ولم أجد أحداً من العرب استعملها مجازاً. فهل للأستاذين أن يبينا لنا وجه استعمالها، أو يذكرا لنا أحداً من العرب الخلص استعملها، أم كان ذلك جرياً وراء الخطأ الشائع؟

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

الفاعل عند البصريين

يمتنع عند البصريين أن يكون الفاعل متقدماً على فعله. وفي الصبان ج٢ ص٣٢ جاء (وفي كلام الدماميني ما يفيد أن من المانعين للتقدم من يخص منعه بالاختيار حيث قال نص الأعلم وابن عصفور في قول الشاعر:

صددت فأطولت الصدود وقلما ... وصال على طول الصدود يدوم

على رفع وصال بيدوم وقدم للضرورة وهو ظاهر كلام سيبويه)

فأنت ترى أن من المانعين للتقدم من يخص المنع بالاختيار مستدلاً بهذا البيت. ولو أنهم فسروه تفسيراً آخر غير التفسير الذي فسروه به لما جروا علينا خلافاً كنا في غنية عنه. . . والتفسير المقبول هو: قل وصال يدوم على طول الصدود. فيكون قل فعل ماض وما زائدة ووصال فاعل قل. يبرر ذلك عندي:

(١) أن قلما تستعمل في وجهين: تستعمل للنفي المحض فيمكن أن تكون حرفاً نافياً (كما) فلا تطلب فاعلاً. وقد قرر البصريون إعرابهم على هذا الوجه (ب) وتستعمل لإِثبات الشيء القليل كما قال الرضى. وقد قررت إعرابي على هذا الوجه.

(٢) أن الفعل وفاعله كجزأي كلمة ولا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها ج٢ ص٣٢ صبان. على أن هذا البيت الوحيد الذي يحتج به قد أخطأ في اللغة قبل أن يخطئ في النحو. فصحة أطولت أطلت. ولكن الشاعر اضطر إلى هذا لضرورة الوزن. فيجوز أن يكون في البيت ضرورتان. ولعل هذا الوجه من الإعراب يسنده ما رأيته (للقاني) في المغني في بحث (ما الزائدة): (إن البصريين لا يجيزون تقديم الفاعل في نثر ولا شعر).

<<  <  ج:
ص:  >  >>