للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

الحياة

للدكتور محمد محمود غالي

من البويضة للشيخ - فيم تختلف المادة الحية عن المادة عديمة الحياة - الكربون مكون أول للحياة - ذرة الراديوم - الشبه بين الحياة والمغناطيسية والنشاط الإشعاعي - أعمال (ليب) - إمكان تطور البويضة والحصول على كائن لا يحافظ على جنسه - آمال للتجديد في هذا السبيل

نرقي مدارج الحياة، وننتقل خلال ذلك من حالة إلى أخرى، من طفل يلهو ويعبث بما يراه، إلى غلام يلعب ويعنى بتافه الأمور، إلى شاب ممتلئ حركة ونشاطاً، يكبُ على العمل ويقوم بدوره في المجتمع، إلى رجل يهتم لأبنائه أكثر من اهتمامه لنفسه، إلى كهل يتهالك في خدمة عشيرته وبلاده، ثم إلى شيخ لا يستطيع قليلاً ولا كثيراً، يستند إلى عصاه إن تعسر عليه المسير، اكتفى بمقعد في حديقة المنزل، حتى إذا تعسر عليه هذا أيضاً قضى أيامه الأخيرة في مضجعه، طوراً بين ذكريات الماضي ومرارة الحاضر، وتارة بين الداء وزجاجة الدواء، كلنا نعرف آخر القصة، وكلنا نعرف نهاية الهرم المحتوم.

هذه طريق الحياة، كلنا عابرها، من البويضة الضئيلة في الرحم قبل مولد الطفل، إلى هيكل مهجور في الرّمس بعد التجرد من الحياة - ترى ما هي الحياة؟ وفيم يختلف الإنسان عن العصفور، والعصفور عن التفاحة، وهذه عن المحبرة التي نستعين بها لنبعث للقارئ بهذا النوع من التفكير.

لقد ذكرنا أن جزيئات المادة عديمة الحياة هي ذرات كيميائية، وأن الذرات تتركب من نواة مركزية يدور حولها إلكترونات. وذكرنا أن المركبات المادية للكائن الحي هي ذرات كيميائية مألوفة، وأن العلماء يعتقدون أنه قد حدث أن مجموعة من هذه الذرات تجمعت بطريق المصادفة بالكيفية الموجودة بها اليوم في الخلية الحية، وتساءلنا: هل المادة الحية هي مجموعة من الذرات المادية، أم هي هذه المجموعة مضافاً إليها الحياة؟

أما أن المادة الحية تختلف عن المادة التي لا حياة بها اختلافاً يدل على وجود عناصر كيميائية جديدة لا نعرفها في الثانية، فهذا لا يقوم عليه أي دليل، فكل أنواع الذرات

<<  <  ج:
ص:  >  >>