للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقال تعالى: (وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغَنوا فيها) (هود).

وقال تعالى: (وفي ثمودَ إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين، فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقةُ وهم ينظرون): (الذاريات).

أما قوم لوط، فانظر ماذا أُخذوا به من العقاب الشديد. قال تعالى: (فلما جاء أمُرنا جعلنا عاليَها سافَلها وأمطرنا عليها حجارةً من سجِّيلٍ منضودٍ مسوَّمةً عند ربك. وما هي من الظالمين ببعيد) (هود).

وقال تعالى: (فأخذتهمٍ الصيحةُ مشرِقين، فجعلنا عاليَها سافلَها وأمطرنا عليهم حجارةً من سِجيَّل، إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (سورة الحجر).

ونكتفي بهذا القدر اليسير في الاستشهاد بما كان يُؤخذ به العُصاة الكائدون من ألوان العصف والخسف والتنكيل والتدمير

وقبل أن نتحول إلى الحديث في الطور الثاني نرى من الخير أن ننبه إلى أن انقسام التاريخ إلى مراحل أو أطوار، ليس معناه أن مرحلة تبدأ من حيث تنتهي سابقتها على الضبط والتحديد، ولا أن التطور من حال إلى حال يحدث دفعة واحدة، بل إن المراحل لَيتداخل بعضها في بعض كما أن التطور لا يكون إلا بالتغير من طرفيه جميعاً بالنقص من هذا وبالزيادة من هذا، حتى يتلاشى القديم ويحل محله الجديد، وهكذا. وكذلك يكون التطور في كل شيء في هذا العالم

الطور الثاني:

أما الطور الثاني فمن أظهر مظاهر الترفُّق بعض الشيء في النُّذُر، والتخفيف في فنون العقوبات وسعة الدعوة وتبسّط التشريع، سواء في العبادات أو في المعاملات بين الناس. وفي هذا الطور أيضاً كانت تعتمد الدعوة، بقدر كبير، على تحدي بالمعجزات، حتى لقد انتهى هذا الطور بكف العقوبات وتفرد المعجزات

أما الترفق في النذر والتخفيف في ألوان العقاب، فلقد كان هذا التخفيف يتناول الكمَّ أو الكيف أو يتناولهما جميعاً. قال الله تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) إلى قوله: (فأرسلنا عليهم الطوفانَ والجرادَ والقُمَّل والضفادعَ والدم

<<  <  ج:
ص:  >  >>