للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

في سبيل العربية

كتاب البخلاء

للأستاذ محمود مصطفى

- ٢ -

ذكرنا في المقال السابق مظهرين من مظاهر عمل الأستاذين الفاضلين العوامري بك والجارم بك في شرحهما لهذا الكتاب، وهي العناية بالإعراب، والتطبيق على علوم البلاغة.

واليوم نذكر مظهراً ثالثاً هو الإكثار من ذكر أسماء المراجع اللغوية، فما نفتأ نرى أسم اللسان والقاموس والصحاح وشرح القاموس ولنهاية و. . . و. . . من غير حاجة إلى ذكر شيء من ذلك؛ لأن العادة جرت ألا يخص أسم مرجع بالذكر إلا إذا كان قد أنفرد من بين بقية المراجع بإيراد ما نستدل عليه أو نحتج به، فأما الأمور التي اشتركت فيها كل المرجع أو أغلبها فلا نرى داعياً للنص على المرجع إلا أن يكون ذلك إدلالاً بمعرفة اسم الكتاب أو حيازته. ونكتفي من الدلالة على هذا المظهر في عملهما بذكر مثلين وقعا في صفحة واحدة هي ص ٢٩، قالا حفظهما الله:

(٨) الكُلوح (بضم الكاف) تكشر في عبوس. وقد كلح يكلح كمنع يمنع اهـ. من اللسان.

(٩) قال في القاموس: قطب يقطب قطباً من باب ضرب، وقُطوباً بضم القاف فهو قاطب وقطوب: زوى ما بين عينيه. اهـ.

والذي ذكر أنه من اللسان تراه في القاموس. قال (كلح كمنع كلوحاً وكلاحاً بضمهما تكشر في عبوس. والذي ذكرا أنه من القاموس تراه في كل كتاب غيره. قال في المصباح: (قطب بين عينيه قطباً من باب ضرب جمع. . .) ويتصل بأمر المراجع للغوية مسألة أخرى وهي الوقوف عند عبارات هذه المعاجم لا تزحزح معه ولا ريم منه مهما أدى ذلك إلى الإيهام أو الاشتباه بألفاظ لا يليق في ذوق الشارحين أن تقع عليها أعين الطلاب والطالبات. وذلك كقولهما في حاشية ص ٦٤: الختن من كان من قبل (بكسر ففتح) المرأة كالأب والأخ والعم والخال.

<<  <  ج:
ص:  >  >>