للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت الأميرة نازلي هذا القول من نحو ربع قرن مضى، فليتها ترى بنفسها اليوم مقدار ما بلغته المرأة المصرية الحديثة من التعاون مع الرجل في أكثر مرافق الحياة، لتعجب بنهضة المرأة الفكرية والرياضية والاجتماعية، ولتسرّ كل السرور بحفيداتها أميرات البيت المالك، إذا ما رأتهن يزرن المدارس ويشجعن التعليم، ويفتتحن المعارض العلمية والفنية من زراعية وصناعية. كم كان ينشرح صدرها لرؤيتهن أثناء لعبهن التنس ولهوهن بالثلج في سويسرا! لو كان ذلك لأدهشها أن ترى الملك المحبوب فاروق الأول مع زوجه جلالة الملكة فريدة وهما يجولان في الصحراء للصيد والرياضة، ولأثلج صدرها ما ألفته بعض الأميرات من نفائس الكتب كالأميرة قدرية حسين

وسمو الأميرة فوزية زهرة تتضوع شذى ذكيًّاً بما تحمله في دمها من عبقريات والديها الكريمين، وتنقل عن أخيها جلالة الملك (فاروق الأول) المحبوب روح الشباب الطامح، وحكمة الشيوخ الأتقياء، وحزم المجرمين الأشداء. وتتأثر بوراثات فوارة عن الأجيال الطويلة التي قطعتها مصر في الرقي العلمي والحضارة

فيا أيتها الوديعة العزيزة أنت خير من يفهم رسالة مصر، وخير من يمثل بلاده الخالدة، فتزدادين منعة وعظمة من رائع خيال إيران، ورفيع فنها، وواسع علومها وفلسفاتها. وإن من كانت مثلك في قوة الذكاء وروعة الحسن مع شخصية قوية وجرأة حازمة وسياسة رشيقة ونبل - وما استمتعت به من رعاية وجوار كريم من جلالة أخيك الملك الصالح - كل هذا، وليس بالقليل، تستطيعين به أن تتصفحي الكتاب الزاخر وتكفلي بهجة الحاضر ونجاح المستقبل ومودة الدهر

زينب الحكيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>