للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جنيناً محمولاً في ظلمات البطن، ورضيعاً ملفوفاً في لفائف القماط، أو محمولاً في بطن النعش ملفوفاً بلفائف الكفن. . .

قانونها هذا: أرحام تدفع، وأرض تبلع!! لأنها لا تدور على فراغ، ولا تسمح ببقاء دائم

٢ - الربيع

أنظر بعينيك في كل مكان في السماء والأرض، وأحذر أن يشردا منك ولا يرتدا إليك. . .

أدرهما على كل طفل من أطفال الطبيعة. . . وأحذر الخاتلات الناعسات من عيون الأزهار.

العشب والزهر كأطفال خرجوا في صباح عيد. . . والصبح ممشوق القوام واضح الجبين، والليل فاتن الملامح. . .

أخلع نعليك وسر حافياً على جسم أمك، وتمسح فيها حتى يجددك ملمس الحياة الجديدة.

لاعب اخوتك الصغار الذين تفتحت عنهم الأكمام، وقذفتهم الأرحام، ونسجتهم ظلمات الأرض، ولونتهم أضواء السماء، وخذ لشفتيك قبلات من المواليد الجديدة.

أفتح حواسك جميعاً ليدخل شباب الدنيا إلى نفسك، واختزن في قلبك قوت سنة من الحياة والجمال.

أملأ عينيك بالأضواء والأصباغ، وأذنيك بالأغاريد والموسيقى السائلة الذائبة في الأجواء والأنهار.

ضاعف إحساسك بالحياة وتيقظ، واخلق لنفسك أعصاباً جديدة ثم امنع فكرك عن الدوران في الأرقام والحروف والعفونات القديمة. . . وألق كل قديم من قلبك وتجدد. . . وافتح فؤادك الجائع الذي لا يمتلئ، فإن كل هذا الجمال والحياة له. . .

أنظر إلى الربى والوهاد والتلاع والسهول والأغوار، تجد الزينة والأعلام في كل مكان. . . ما تركت السحب مكاناً بدون أن تفرشه بالسندس والأقحوان، وما تركت النسمات مكاناً بدون أن تمر عليه منبهة ما فيه إلى وجوب الطاعة لحركة الحياة بالتماثيل والحفيف والتصفيق. . . حتى شجرات العوسج والشوك أورقت وأزهرت!

ضع وجهك وجسمك بين الأعشاب والأزهار. . . واستقبل الأنداء والأشعة، وأهدب بأجفانك كالنرجس. . . ودر بعينيك مع الشمس (كعَّبادِها) ودع النحل والفَراش تقبل فاك

<<  <  ج:
ص:  >  >>