للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن هنا توقن أن حياة السيدة قد بنت مجداً باذخاً لتاريخ المرأة العلمي في الإسلام، بل إن عبقريتها وحدها كفيلة بملء تاريخ كامل، فلست أعلم في عبقريات الرجال والنساء ما يداني مكانة السيدة. وما أجدر سيداتنا - ونحن في مطلع بعث ونهضة - أن يصلن حلقات هذا التاريخ الذي بدأته امرأة منهن في صدر الإسلام، فتتلمذ عليها مشيخة المهاجرين والأنصار من كل حبر وعالم وفقيه وقارئ وراوية، وعنها وحدها نقل ربع الشريعة كما قال الحاكم في المستدرك، وليس هذا بكثير على من غبرت نحواً من خمسين عاماً بعد وفاة الرسول تنشر سنته وتفنى وتحدث وتستدرك، حتى كونت لنفسها مدرسة من أقوى مدارس الحديث والفقه والتفسير وأوسعها

(دمشق)

سعيد الأفغاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>