للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وحل محل البارودي داود يكن باشا صهر الخديو فلما لبث إن لجأ إلى الصرامة في معاملة رجال الجيش، فحظر عليهم الاجتماع بالمنازل أو ترك مراكزهم ليلاً أو نهارا وأنذرهم بأشد العقاب إن خالفوا أوامره؛ ومع أن عرابيا وأنصاره قد هنأه بمنصبه، وطلبوا إليه أن يعمل على إجابة مطالب الجيش التي كان البارودي يسعى في إجابتها، فإنه اكتفى بالوعود ولم يفعل شيئاً.

وأحيط بيت عرابي وعبد العال بالجواسيس، وجرت الشائعات بالنذر فملأ القاهرة نبأ عجيب وهو أن الخديو قد استصدر فتوى سرية من شيخ الإسلام بقتل عرابي، وكانت الظروف يومئذ تساعد على تصديق هذا النبأ الكاذب أكبر المساعدة.

وطلب رجل مجهول الإذن على عرابي في منزله فلم يأذن له وشوهد أنه عاد إلى أحد مخافر البوليس؛ وذهب عرابي إلى منزل زميله فعلم أنه حدث لهما مثل ما حدث له فأيقنوا أن حياتهم قد باتت في خطر، وكان ذلك في ٨ سبتمبر سنة ١٨٨١ م. لذلك كله عول الضباط على أن يخطوا خطوة حاسمة، وكانوا على صلة دائمة في تلك الشهور التي أعقبت حادث قصر النيل برجال الحركة الوطنية

(يتبع)

الخفيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>