للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من أدب الغرب]

للأستاذ فليكس فارس

كنت أقلب رزماً من أوراقي القديمة فعثرت على صفحتين

خطهما قلمي منذ عشرين سنة حين كانت الحرب العامة ترمي

على الدنيا آخر رجومها وتطرح بالأوشحة السوداء على

هامات الأرامل والأيتام

وهاأنذا أنقل للرسالة ما ورد في هاتين الصفحتين، ولعل السريرة الخفية قادت يدي إليهما لنشرهما في هذه الأيام. . .

(هذه قصة كلها شعور وجمال قرأتها في إحدى الصحف التي ترد إلى غرفة الاستخبارات من المقاطعات الفرنسية المحتلة فوقفت عندها أتنصت منها إلى قلب الإنسانية خافقاً على جبهات النار تحت وابل القنابل وهواطل الشرر

هذه صفحة كتبها إنسان برئ حساس تقوده العاصفة إلى المجزرة ليمسى قاتلا أو قتيلاً

هذه قصة جندي على سيفه جريمة الحرب وعلى قلمه صرخة الإنسانية أترجمها واطرحها بين دفينات أوراقي)

حلب في غرة يناير ١٩١٨

ف. ف

وكان يوم عصيب في تاهور!

بذلنا كل ما في وسعنا من جهد في المعركة ونحن الآن نتوقع صدور الأوامر للعودة إلى النار

لم نتمتع بالراحة إلا يوماً واحداً فكفانا هذا التوقف عن العراك لنشعر بانحطاط قوانا وارتخاء أعصابنا

وصلنا إلى المعسكر فأشعلنا النار وقعدنا حولها لننشد بعض الأغاني العالقة بالذكر منذ الطفولة فخيل إلينا أننا نعود إلى أوطاننا على نغمات هذه الأناشيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>