للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

للجمهورية العلانية؛ أما قيمة الألبوم فلا يقدرها إلا المهووسون العاطلون الذين ليس للوقت عندهم قيمة

أنا لا أقول إن تقدير رجال الفرقة القومية لهذه الرواية ولأختها التي صنفها المؤلف ومثلتهما الفرقة في موسم واحد هو من نوع تقدير الهاوين لمجاميع طوابع البريد؛ ولكني أسأل هل الإفلاس حفزهم إلى تمثيل روايتين ضعيفتين عرضاً وموضوعاً، أنهم قدروا في مؤلفهما نبوغاً قصرت مداركنا المتواضعة عن فهمه؟

تدل المسارح القومية الناس في فرنسا وفي غيرها على تطوير الروح القومي، وعلى معيار فهمه للحياة، فهل مسرحنا القومي بمديره اللوذعي، ورجال لجنة القراءة، وأبطال التأليف، وما مثلته الفرقة خلال أربع سنوات يدل من قريب أو بعيد على تطور الروح القومي المصري، وعلى معيار فهمه للحياة؟

اللهم كلا!

من المفهوم (أن حياة الأب إن لم تتصل بنفس الأديب وروحه، وإن لم يظهر وحيها في آثار حياته كان الأدب فاتراً ضعيفاً. وهذا عين ما لمسناه من فتور وضعف في روايتي المال والبنون وطبيب المعجزات اللتين طاب للفرقة القومية أن تتحف الناس بهما في موسم واحد

ومن المعروف أيضاً عند الأدباء أن خير ما يكفل وضوح ذاتية الأديب في أدبه أن يتصل ما يكتب بقلبه وعقله وكل حياته، وليس ذلك بمستطاع إلا حينما نصف حياتنا وحياة آبائنا والبيئة التي أنبتتنا، والوراثة الكامنة فينا، فنصل بذلك حاضرنا بماضينا، ونصور حياتنا، وحياة قومنا ووطننا، وكل ما توحي هذه الحياة للعقل، والقلب، والحس، والشعور. فهل في هاتين الروايتين الموضوعتين ما يلمس هذه القواعد المعروفة عند كتاب الرواية؟

المفروض أن الرواية إنما تصور الحياة تصويراً صادقاً تمليه العاطفة، ويحلله العلم، ولكن مؤلف رواية المال والبنون إنما ترك الحوادث للمصادفات، ولم يلتفت ألبته إلى تحليل هذه الحوادث ومراقبتها، وتقدير احتمالاتها، واستشعار المستهجن فيها والنابي عن الذوق، والمتنافر مع الواقع، والبعيد عن الحياة المصرية وبيئتها

لم يبق مما تمثله الفرقة في موسمها الحالي سوى رواية واحدة. وأرى لزاماً علي، خدمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>