للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نقل الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

٤٢٠ - والجروح قصاص

كان فتى يجلس إلى أبي الحسن الحراني، وكان يشرب الخمر فسكر ذات يوم فسقط على زجاجة فشجّ وجهه، فاختفى إلى أن برئ ثم عاد إلى مجالسة الشيخ فلما رآه انشد:

أجريحَ كاسات أرقت نَجيعَها ... طلبُ التِّراتِ يعزّ منه خلاص

لا تسفكن دم الزجاجة بعدها ... إن الجروح (كما علمتَ) قصاص

ففهمها الشاب فتاب

٤٢١ - فلا تعلمني وهو لك. . .

في (الحيوان) للجاحظ: قال صاحب الأهواز: ما رأينا قوماً أعجب من العرب. أتيت الأحنف بن قيس فكلمته في حاجة إلى ابن زياد، وكنت قد ظلمت في الخراج، فكلمه فأحسن إليّ وحطّ عني. فأهديت إليه هدايا كثيرة فغضب وقال: إنا لا نأخذ على معونتنا أجراً. فلما كنت في بعض الطريق سقطت من ردائي دجاجة فلحقني رجل منهم فقال: هذه سقطت من ردائك. فأمرت له بدرهم، ثم لحقني بالأُبُلِة فقال: أنا صاحب الدجاجة. ثم لحقني بالأهواز فقال: أنا صاحب الدجاجة. فقلت له: إن رأيت زادي بعد هذا كله قد سقط فلا تعلمني وهو لك. . .

٤٢٢ - . . . والريح في فمي فاعزم وتوكل

قال زنام الزامر: قال لي المتوكل: تأهب معي إلى الشام. فقلت: يا أمير المؤمنين، الناي في يدي، والريح في فمي، فاعزم وتوكل

٤٢٣ - وقت شرابها نار العذاب

قال الثعابي: بلغني أن ديوان شعر ابن مطران حمل إلى حضرة الصاحب فأعجب به فقال: ما ظننت أن ما وراء النهر يخرج مثله، ومر له في الشراب المطبوخ:

وراحٍ عذبتها النار حتى ... وقت شُرّابها نارَ العذاب

يذيب الهمَّ قبل الحسو لونٌ ... لها، في مثل ياقوت مذاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>