للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

دراسات في الفن

الغناء بين الارتجال والربط

بمناسبة ذكرى عبده الحامولي

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

أشير على وزارة المعارف أن تفكر في إحياء ذكرى عبده الحامولي فحدث أن استجابت للإشارة وفكرت. وجمعت وزارة المعارف - كعادة الوزارات كلها حين تعزم التفكير في جلائل الأمور - حزمة الرؤوس المفكرة كانت درتها المتألقة رأس معالي وزير المعارف الأديب الفنان. وطرحت مسألة الذكرى أمام هذه الرؤوس المفكرة ففكرت فيها وفكرت، ساعة أو ساعتين، فكرت ثم خرجت بتفكيرها أو خرجت من تفكيرها بأن المسألة عقدة معقدة، وإنها ليست من المسائل التي يحلو التفكير فيها للرؤوس المفكرة بحيث تطيق أن تستوعبها وأن تلم بأطرافها أو تعتصرها في جلسة واحدة فأفسحت للتفكير فيها من وقتها خمسة شهور تبدأ في مايو هذا وتنتهي في أكتوبر المقبل تنفرط فيها حزمة الرؤوس المفكرة لتملك كل منها التفكير فيها، وهي على حدة في مسألة ذكرى الحامولي المعقدة ثم تجتمع بعدها ليقول كل رأس منها لاخوته: أي حل يَسَّره، أو أي تيسير قدَّره

وأخشى ما نخشاه هو أن تعود حزمة الرؤوس المفكرة بعد هذا الاجتماع فتنفرط، ثم تعود فتجتمع، ويطول بها الانفراط والاجتماع حتى تصبح ذكرى الحامولي من مشكلات الدولة المستعصية كما استعصت على الدولة قبلها مشكلة الأوقاف الاهلية، ومشكلة مياه الشرب في القرى، ومشكلة تعليم اللغة العربية وغير ذلك من المشاكل الملعونة الجاحدة التي طالما أجهدت - في غير رحمة ولا استحياء - حزماً من الرؤوس المفكرة

على إننا لا نزال مستبشرين خيراً، فإنه لا يبعد على الله، ولا يكثر على الله، أن يسأل رأس من هذه الرؤوس المفكرة نفسه في بحر هذه الشهور الخمسة عن عبده الحامولي: من هو؟ فعندئذ لا بد أن يجيب هذا الرأس نفسه بأن عبده الحامولي كان مغنياً. وقد يحدث بعد أن يطرب هذا الرأس المتسائل لتوفيق الله الذي مكنه من إصابة هذه الحقيقة البعيدة النائية

<<  <  ج:
ص:  >  >>