للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التكاثر والتنوع والتناحر والتفاني وتكون نتيجة العمل برأي العدميين وقف الحياة بضعة ملايين من السنين، وهي بعد لا تعد شيئاً مذكوراً في هذه الدهور الأبدية، والكائنات السرمدية.

مسكين أنت أنها الإنسان! ما أشقاك بهذه الحياة! عقل قاصر وجد عاثر، وإدراك بسيط، وحواس محدودة. تأتي إلى هذه الحياة وأنفك راغم، فتعيش بأوهامك وأخيلتك الشعرية التي لا ظل للحقيقة فيها، ثم تجالد وتكافح وتتألم وتشقى وتتوهم السعادة أحياناً، لكنك سرعان ما تهلك مقهوراً مدحوراً، فلئن كانت لك أمنية في حياتك هذه فأجلها أن يسمو العقل البشري حتى يصير قادراً على اكتناه أحاجي هذا الكون الغامض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>