للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحق والجمال حتى حلق في أمجاد العرب، فضجت له البيداء والفيحاء بالتأييد والتمجيد، وأشرقت من تلك المسارب والمحاريب بأنوار الخير والسلام.

مَنْ كان يحسب من العرب أن ذلك فورة العمر ووثبة الموت وهبَّة الضوء قبل الانطفاء؟ لم يكن مأتم غازي في دنيا العروبة واحداً، وإنما كان حسرات موزعة في حبات القلوب، وحسرات منهلة من الصميم. على أن القلوب التي أحبك بها الناس فضموك في شغافها كانت لك في حياتك مهداً، هي التي احتوتك اليوم يا غازي بالذكرى فصارت لك لحداً. نساء دمشق يمجدن الساعة هذه الذكرى الخالدة التي تلاقت فيها مروءة الحسين وبطولة فيصل وشباب غازي وعروبة الهاشميين الميامين.

لقد حملت يا غازي أمانة جدك ورسالة أبيك وأنت طري العود غض الإهاب، فكتبت في سجل العرب الحديث صفحات نيرات، وأعدت المجد التليد، إلى دار الرشيد، ولم تضيع رعاية فيصل للمرأة العربية وعنايته بنهضتها، فكنت على رأيه السديد: لا يقوم بناء قوم إلا بالرجل والمرأة؛ فسرت يا غازي على نهجه ومهدت للإصلاح والفلاح من بعده؛ فعززت ثقافة الإناث وحدبت على نهضة المرأة في العراق. فيا ليت القدر لم يعجل باختطافك حتى تتم رسالتك وترى عبقريتك ممتدة في أرض الرافدين وحيثما ترفع راية القرآن. . .

(دمشق)

وداد سكاكيني

<<  <  ج:
ص:  >  >>