للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالت لهن:

- اذهبن إليه وسلنه عما يريده ثمناً لمعزفه. . . ولكن. . . احذرن فلا قبلات ولا عناق. . .!

وانطلقت إحداهن إليه فسألته، ثم عادت كاسفة الوجه، مضطربة الشعور. . . فسألتها الأميرة:

- ماذا طلب منك؟

- إنه مجنون يا مولاتي. . . إنه يريد مائة قبلة. . .!

- آه!. . . ويله. . .! وقح. . .!

وفكرت الأميرة ثم قالت:

- لا بأس. . . عشر قبلات مني. . . وما بقي فمنكن

ولكن الراعي أصر ولم يقبل. . . عندئذ قالت: (أحضروه. . . فلن يراني أحد)

مسكينة أيتها الأميرة. . . فها هو ذاك الملك يحدق فيك. . . فإذا رأى ما رأى أقبل إلى الحديقة كالمجنون. . . فيطرد الوصائف. . . ويضرب الراعي. . . ويقول لابنته:

- هيا. . خذيه واذهبي. . . فلن أبقيكما في قصري بعد اليوم

وانطلق الراعي يمشي مع الأميرة على غير هدى. . . في أرض لا تموج بالنبات، ولا ترف بالندى. . . يؤذيهما السحاب الهتون، وتفزعهما الريح العصوف.

وتبكي الأميرة ذات يوم، وهي في واد أغن تستجم، وتقول للراعي: (لشد ما أنا بائسة. . . لو أني قبلت الأمير زوجاً. . . لكنت الآن في قصره. . . ولكنه كان غير. . .)

ولم يسمع ما قالته. . . بل أسرع واختفى تحت الغصون. . . فخلع ثوبه الممزق وارتدى ثوباً فاخراً كان معه. . . وجاء إليها فقال:

- هاأنذا أميرك الذي طلبت. . . ولكني لن أخفض لك جناحي اليوم. . . ولم أهب لك قلبي. . . فإن نفسي تشمئز منك. . . لم تقبلي الزوج الشريف ليكون شريكاً لك في حياتك. . . هه. . . لقد علوت يومئذ واستكبرت، واحتقرت الوردة والعندليب. . ولكنك انحططت وقبلت راعياً من أجل قدر. . .!

وداعاً. . .! وداعاً. . . فلن أراك بعد اليوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>