للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجديدة والطرائف البارعة في كل عام

فإن قيل هذا فلنعلم أن الأعضاء الخالدين لا يقرءون الجديد. وقد قيل إن الأديب المشهور ألفريد دي فيني زار (الخالد) روبيه كولار ليطلب منه التزكية والشهادة فسمع منه رأياً لم يعجبه، فسأله: كيف تحكم على كاتب لم تقرأ سطراً واحداً من كتبه! فأجابه الخالد وهو راض عن جوابه: يا صاحبي! إنني لم أقرأ شيئاً قط منذ ثلاثين سنة. وحسب من كان في عمري أن يعود إلى مراجعة الأقدمين حيناً بعد حين)

قال دي فيني: (إذن كيف تبدي رأيك في المجمع يا سيدي؟)

قال الخالد متعجبا: (كيف أبدي رأيي؟ هذا من شأني. إنني أذهب إلى هناك ولا يعنيني أن أخبرك عن طريقتي في إبداء رأيي، ولكنني أبديه. . .)

وقال كاتب المقال الذي أشرنا إليه والعهدة عليه: إن الشاعرة لويس كوليه التي عاشت في عهد الإمبراطورية الثالثة وأنعمت بالسعادة على كثير من الكتاب والشعراء تذكرت يوماً أنها لم تحضر قصيدتها لجائزة المجمع ولم تشأ أن تضيع عليها تلك الجائزة، فما هو إلا أن دخل إليها فلوبير وبويليه زائرين حتى أفضت إليهما بهمها، فما زاد الخبيثان على أن فتحا دواوين لامرتين ونقلا منها مئات السطور من هنا وهناك ووصلا بينها على ما يقتضيه حسن الحبك والصياغة، وأرسلا القصيدة إلى المحكمين فظفرت بالجزاء والثناء وتهنئة الأعضاء!

ثم تحسب مقادير هذه الجوائز التي توزع بهذا المعيار وتحسب الأموال التي تودع المصارف لاستغلالها باسم المجمع الموقر، فإذا هي جدول صغير من ذلك الخضم الغزير على عهدة ذلك الكاتب الأديب، والعهدة كلها فيما نرويه هنا عليه!

أما أعمال المجمع التي تصدى لها منذ إنشائه فمعجم لا يعد من خيرة المعاجم يسهل الاستغناء عنه ويبدو نقصه كلما فرغ من طبعه فيعاد تنقيحه وتأليفه، وإلى جانبه كتاب أجرومية مزيته الأولى أنه مشحون بالأخطاء النحوية والصرفية، بدءوا به في القرن السابع عشر ولم يفرغوا منه إلا منذ بضع سنوات (١٩٣٢)

وقد عهد إلى المجمع يوم إنشائه في إصدار (قاموس تاريخي) فصدر الجزء الأول منذ سنة ١٨٦٥ منتهياً بكلمة وصدر الجزء الثاني بعد ثلاثين سنة، وسيتمه المجمع على هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>